٣٠٨٧ - وعن ابن عمر. قال: قال رسول الله،: ((الشؤم في المرأة، والدار، والفرس)) متفق عليه، وفي رواية:((الشؤم في ثلاثة: في المرأة، والمسكن، والدابة)).
٣٠٨٨ - وعن جابر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فلما قفلنا كنا قريباً من المدينة قلت: يا رسول الله! إني حديث عهد بعرس. قال:((تزوجت؟)) قلت: نعم. قال:((أبكر أم ثيب؟)) قلت: بل ثيب. قال:((فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك)). فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال:((أمهلوا حتى ندخل ليلاً – أي عشاء – لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة)). متفق عليه.
ــ
كلامهن غالباً، وأول فتنة في بني إسرائيل أن رجلاً منهم اسه عاميل طلب منه ابن أخيه – وقيل: ابن عمه – أن يزوجه ابنته فلم يزوجها منه فقتله؛ لينكح ابنته – وقيل: لينكح زوجته – وهو الذي نزلت فيه قصة البقرة. والله اعلم بصحته.
الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((الشؤم)) ((نه)): هو ضد اليمن تشاءمت وتيمنت، والواو في الشؤم همزة، لكنها خففت فصارت واواً غلب عليها التخفيف، حتى لم ينطق بها مهموزة. قيل: شؤم الدار ضيفها وسوء جوها، وشؤم الفرس أن لا يغزي عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد، وقيل: شؤم الفرس صعوبته وسوء خلقه، وشؤم المرأة غلاء مهرها وسوء خلقها. وقيل: هذا إرشاد منه إن كانت له دار يكره سكناها وامرأة يكره صحبتها أو فرس لا يعجبه بأن يفارق بالانتقال عن الدار وتطليق المرأة وبيع الفرس، فلا يكون هذا من باب الطيرة المنهي عنها. وهذا كما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال:((ذروها ذميمة)) – انتهي كلامه. ومن ثمة جعلها صلى الله عليه وسلم من باب الطيرة علي سبيل الفرض في قوله:((إن تكن الطيرة في شيء ففي المرأة والفرس والدار)).
((خط)): هذه الأشياء الثلاثة ليس لها بأنفسها وطباعها فعل وتأثير، وإنما ذلك كله بمشيئة الله وقضائه، وخصت بالذكر لأنها أعم الأشياء التي يقتنيها الناس، ولما كان الإنسان لا يخلو عن العارض فيها، أضيف إليها اليمن والشؤم إضافة مكان ومحل.
الحديث التاسع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((أبكر أم ثيب؟)) وفي أصل المالكي ((هل تزوجت؟)) قال صاحب المفتاح: و ((هل)) لا يطلب بها إلا حصول النسبة؛ ومن ثم امتنع ((هل عندك عمرو أم بشر؟)) بالاتصال دون الانقطاع، بيانه أن ((أم)) المتصلة تستدعي حصول النسبة عند الطالب، ويسأل بها عن تعيين أحد المنتسبين، و ((هل)) تستدعي أن لا تكون النسبة حاصلة عنده فيسأل بها عنها، فبينهما تناف. وقال المالكي: في هذا الحديث شاهد علي إيقاع ((هل)) موضع الهمزة فتكون أم بعدها متصلة؛ لان استفهام النبي صلى الله عليه وسلم جابراً لم يكن إلا بعد علمه بتزويجه، فطلب منه الإعلام بالتعيين.