٣٠٨٩ - عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ثلاثة حق علي الله عونهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله)) رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [٣٠٨٩]
٣٠٩٠ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)). رواه الترمذي. [٣٠٩٠]
ــ
قوله:((فهلا بكراً)) أي فهلا تزوجت بكراً، ثم علله بقوله:((تلاعبها وتلاعبك)) وهو عبارة عن الألفة التامة؛ فإن الثيب قد تكون متعلقة القلب بالزوج الأول، فلم تكن محبتها كاملة بخلاف البكر، وعليه ما ورد ((عليكم بالأبكار، فإنهن أشد حباً وأقل خباً)). قوله:((لكي تمتشط)) ((قض)): لأن تتهيأ وتتزين لزوجها بامتشاط الشعر وتنظيف البدن بالحلق ونحوه. والاستحداد في الأصل الاستفعال من الحديد، أي استعماله. و ((الشعثة)) المنتشرة الشعر من شعث إذا انتشر، و ((المغيبة)) التي غاب زوجها، يقال: أغابت المرأة فهي مغيبة. فإن قلت: كيف أمر هاهنا بالدخول ليلا وقد نهي أن يطرق الرجل أهله وهو أن يأتيه ليلا؟ قلت: المراد من النهي أن يفاجئ الرجل أهله؛ لما ذكر في هذا الحديث من التهيؤ والتزين، أما إذا قدم ليلا بعد إعلام ولبث كما كان في مقدمهم هذا، فلا نهي عنه لانتفاء ما هو المقتضي له – انتهي كلامه. فإن قلت: كيف قيل: ((وتستحد المغيبة)) و ((الشعثة)) هي المغيبة أيضاً؟ قلت: تفاديا عن اللفظ المستهجن، ولما لم يكن لفظ الشعثة مستهجناً صرح به، وكنى بالمغيبة عن طول شعر عانتها لاستهجانه، ومن ثمة عدل عن النتف إلي الاستحداد، لأن النساء لا يرون استعمال الحديد ولا يحسن بهن.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ثلاثة حق علي الله)) إنما آثر هذه الصيغة إيذاناً بأن هذه الأمور من الأمور الشاقة التي [تفدح] الإنسان وتقصم ظهره، ولولا أن الله تعالي يعينه عليها لا يقوم بها، وأصعبها العفاف؛ لأنه قمع الشهوة الجبلية المركوزة فيها، وهي مقتضى البهيمية النازلة في أسفل السافلين، فإذا استعف وتداركه عون الله تعالي، ترقى إلي منزلة الملائكة وأعلي عليين.
الحديث الثاني عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((إن لا تفعلوه)) الفعل هنا كناية عن