٣٠٩٣ - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم تر للمتحابين مثل النكاح)). [٣٠٩٣]
٣٠٩٤ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد أن يلقي الله طاهراً مطهراً؛ فليزوج الحرائر)). [٣٠٩٤]
ــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((لم تر)) من الخطاب العام ومفعوله الأول محذوف، أي لم تر أيها السامع ما تزيد به المحبة للمتحابين مثل النكاح، وهو يحتمل وجهين: إذا جرى بين المتحابين وصلة خارجية بعد التحاب تزيد الوصلة الظاهرة في الباطنة. وثإنيهما: إذا نظر الرجل إلي المرأة الأجنبية وأخذت بمجامع قلبه. فنكاحها يورث مزيد المحبة، وسفاحها البغض والشنآن.
الحديث الثاني عن انس رضي الله عنه: قوله: ((الحرائر)) إنما خصهن؛ لأن الإماء مبتذلة غير مؤدبة، وتكون خراجة ولاجة غير ملازمة للخدر، فإذا لم تكن مؤدبة لم تحسن تأديب أولادها وتربيتهم بخلاف الحرائر؛ ولأن الغرض بالتزوج التوالد والتناسل بخلاف التسري، ولذلك جاز العزل عن السراري بغير إذنهن، وكان التزوج مظنة لكثرة الأولاد وهو المطلوب، ويمكن أن يحمل ((الحرائر)) علي المعنى، قال الحماسي:
ولا يكشف الغماء إلا ابن حرة يرى غمرات الموت ثم يزورها
((غب)): الحرية ضربان: الأول: من لم يجر عليه حكم السبي، والثاني: من تتملكه قواه الذميمة فيصير عبداً لها، كما قال صلى الله عليه وسلم:((تعس عبد الدرهم وعبد الدينار)) وقول الشاعر: ورق ذوي الأطماع رق مخلد