للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)). متفق عليه.

١٢٨ - وعن عائشة، رضي الله عنها، أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن

ــ

لا يقادر قدره، وإن كان من أهل النار فبالعكس؛ لأن هذا المنزل طليعة تباشير السعادة الكبرى، ومقدمة تباريح الشقاوة العظمى؛ لأن الشرط والجزاء إذا اتحدا دل الجزاء على الفخامة، كقولهم: من أدرك الضمان فقد أدرك المرعى، وضع الضمان موضع كثير العشب، والضمير في ((يبعثك الله إليه)) إما أن يرجع إلى المقعد فالمعنى: هذا مقعدك تستقر فيه حتى تبعث إلى مثله من الجنة أو النار كقوله تعالى: ((هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ)) أي مثل الذي، وقولهم: أبو يوسف، أبو حنيفة، أو يرجع إلى الله أي إلى لقاء الله، أو إلى يوم الحشر، أي هذا الآن مقعدك إلى يوم الحشر، فيرى عند ذلك كرامة أو هواناً ما تنسي عنده هذا المقعد، كقوله تعالى: ((وإنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إلَى يَوْمِ الدِّينِ)). ((الكشاف)): أي إنك مذموم ومدعو عليك باللعنة في السموات والأرض إلى يوم الدين، فإذا جاء ذلك اليوم عذبت بما تنسي اللعن معه. ونظيره قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًا وعَشِيًا ويَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ}. ((الكشاف)): عرضهم عليها إحراقهم بها، يقال: عرض الإمام الأساري على السيف إذا قتلهم و ((حتى)) في الحديث كحتى في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الفصل الثاني ((حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك)).

الحديث الرابع عن عائشة رضي الله تعالى عنها: قوله: ((فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد)) أي بعد سؤالي. ((تو)): المشكل لا ندري أكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم ذلك ولا يتعوذ، أو كان يتعوذ ولم تشعر به عائشة رضي الله عنها، أو سمع ذلك من اليهودية فتعوذ؟ قال: ثم إني وجدت نقلا من الإمام الطحاوي أنه صلى الله عليه وسلم سمع اليهودية بذلك فارتاع عليه الصلاة والسلام، ثم أوحي إليه بعد ذلك بفتنة القبر، ووجدت في حديث آخر أن عائشة رضي الله عنها قالت: ((لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ قبل ذلك ولم أشعر به، أو تعوذ لقول اليهودية)) ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما رأى استغرابها حيث سمعت من اليهودية، وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلن بعد لما كان يسر ليترسخ ذلك في عقائد أمته ويكونوا من قتنة القبر على خيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>