تبوك، أو حنين، وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال:((ما هذا يا عائشة؟)) قالت: بناتي. ورأي بينهن فرساً له جناحان من رقاع، فقال:((ما هذا الذي أرى وسطهن؟)) قالت: فرس. قال:((وما الذي عليه؟)) قالت: جناحان. قال:((فرس له جناحان؟)) قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه. رواه أبو داود. [٣٢٦٥]
الفصل الثالث
٣٢٦٦ - عن قيس بن سعد، قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم. فقلت: لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت أحق بأن يسجد لك. فقال لي:((أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟)) فقلت: لا. فقال:((لا تفعلوا، لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من حق)) رواه أبو داود. [٣٢٦٦]
٣٢٦٧ - ورواه أحمد عن معاذ بن جبل. [٣٢٦٧]
ــ
الحديث الثاني عشر إلي آخر الفصل عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((سهوتها)) ((نه)): السهوة بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع والخزانة. وقيل: هو كالصفة يكون في البيت، وقيل: شبيه بالرف والطاق يوضع فيه الشيء. قوله:((من رقاع)) الرقاع جمع الرقعة التي تكتب، والرقعة الخرقة.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن قيس: قوله: ((لمرزبان)) ((نه)): هو بضم الزاي أحد مرازبة الفرس، وهو الفارس الشجاع المقدم علي القوم دون الملك، وهو معرب. و ((الحيرة)) – بكسر الحاء البلد القديم بظهر الكوفة. قوله:((لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟)) يعني إنما تسجد لي الآن إكراماً وإجلالاً وهيبة، فإذا كنت رهين رمس وقد زال ذلك امتنعت عنه، فإذا اسجد للحي الذي لا يموت، ولمن ملكه لا يزول. وقيل: لما دنف المأمون أمر حلساً فرش له فجعل يتمرغ فيه، ويقول: يا من لا يزول ملكه! ارحم من قد زال ملكه.