للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٦٨ - ورواه الترمذي، عن عبد الله بن عمرو. [٣٣٦٨]

٣٣٦٩ - وعن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لاءمكم من مملوكيكم، فأطعموه مما تأكلون، واكسوه مما تكسون، ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه، ولا تعذبوا خلق الله)) رواه أحمد، وأبو داود. [٣٣٦٩]

٣٣٧٠ - وعن سهيل بن الحنظلية، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير، قد لحق ظهره ببطنه، فقال: ((اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة واتركوها صالحة)). رواه أبو داود. [٣٣٧٠]

ــ

علي التراخي بين السؤالين، وذلك يدل علي الاهتمام بشأنه، ومن ثم عقبه بقوله: ((فصمت)) بالفاء السببية، ولم يأت في النوبة الأولي به بناء علي الاعتبار بشأنه، يعني لما رأي ذلك الاهتمام والاعتناء صمت، إما للتفكير وإما لإنزال الوحي. وقوله: ((سبعين مرة)) مبني علي أحد الأمرين الذي هو التكثير دون التحديد. وهو نصب علي المصدر أي سبعين عفوة.

الحديث الثالث عشر عن أبي ذر: قوله: ((من لاءمكم)) ((نه)): أي وافقكم وساعدكم، وقد تخفف الهمزة، لتصير ياء. وفي الحديث يروى بالياء منقلبة عن الهمزة.

قوله: ((لا تعذبوا خلق الله)) يعني أنتم وهم سواء في كونكم خلق الله، ولكم فضل عليهم بأن ملكتم أيمانهم، فإن وافقوكم فأحسنوا إليهم، وإلا فاتركوهم إلي غيركم، وهو من قوله تعالي: {واللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلي بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلي مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} أي جعلكم متفاوتين في الرزق، فرزقكم أفضل مما رزق مماليككم، وهم بشر مثلكم وإخوانكم، وكان ينبغي أن تردوا أفضل ما رزقتم عليهم، حتى تتساووا في الملبس والمطعم.

الحديث الرابع عشر عن سهل: قوله: ((البهائم المعجمة)) ((قض)): المعجمة التي لا تقدر علي النطق؛ فإنها لا تطيق أن تفصح عن حالها، وتتضرع إلي صاحبها من جوعها وعطشها. وفيه دليل علي وجوب علف الدواب، وان الحاكم يجبر المالك عليه. وقوله: ((فاركبوها صالحة)) ترغيب إلي تعهدها بالعلف لتكون مهيئة لائقة لما تريدون منها، فإن أردتم أن تركبوها فاركبوها وهي صالحة للركوب قوية علي المشي، وإن أردتم أن تتركوها للأكل فتعهدوها؛ لتكون سمينة صالحة للأكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>