للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥١٧ - وعن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مر أحدكم في مسجدنا وفي سوقنا ومعه نبل فليمسك علي نصالها أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء)) متفق عليه.

٣٥١٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يشير أحدكم علي أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)) متفق عليه.

ــ

الحديث الثامن عن أبي موسى: قوله: ((في مسجدنا وفي سوقنا)) أي مسجد المسلمين وسوقهم، فأضاف إلي الضمير المفخم إيذانا بالشرف. و ((أمسك)) عدي ب ((علي)) مبالغة في المحافظة والقيض عليها. و ((أن يصيب)) مفعول لأجله علي حذف المضاف، أي كراهة أن يصيب كقوله تعالي: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا}. أي كراهة أن تضلوا.

الحديث التاسع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ينزع في يده)) ((تو)): أي يرمى به في يده كأنه يرفع يده كأنه يرفع يده فيحقق إشارته، ويروى بالغين المعجمة، ومعناه يغر به فيحمله علي تحقيق الضرب حين يشير به عند اللعب والهزل، ونزع الشيطان إغراؤه، ويحتمل أن يكون المعنى يطعن في يده من قولهم: نزعه بكلمة أي طعن فيه. الجوهري: نزغ في القوس نزعا. ((قض)): معناه أنه يرمى به كائنا في يده. أقول: فعلي هذا ((في يده)) حال من الضمير المجرور المقدر، وعلي تقدير الجوهري الظرف متعلق بالفعل علي منوال قول الشاعر:

يجرح في عراقيبها نصلي

أي يوقع نزعه في يد المشير فيستوفيه بما أمكن منه. ومنه قوله تعالي: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} الكشاف: ((النَّازِعَاتِ)) أيدي الغزاة تنزع القسى بإغراق السهام.

والفاء في قوله: ((فيقع)) فصيحة أي ينزع يده فيقتله فيستوجب النار فيقع في حفرتها. وقوله: ((لعل الشيطان)) مفعول ((يدرى))، ويجوز أن يكون ((يدرى)) نازلا منزلة اللام، فينتفي الدراية عنه رأسا، ثم استأنف بقوله: ((لعل)) وقوله: ((لا يشير)) خبر في معنى النهي. ((قض)): يريد به النهي عن الملاعبة بالسلاح، فلعل الشيطان يدخل بين المتلاعبين، فيصير الهزل جدا، واللعاب حرابا، فيضرب أحدهما الأخر فيقتله فيدخل النار بقتله.

<<  <  ج: ص:  >  >>