للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والرجل راع علي أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية علي بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع علي مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته)). متفق عليه.

٣٦٨٦ - وعن معقل بن يسار، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من وال يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم؛ إلا حرم الله عليه الجنة)) متفق عليه.

٣٦٨٧ - وعنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصيحة، إلا لم يجد رائحة الجنة)). متفق عليه.

ــ

وفيه أن الراعي ليس بمطلوب لذاته، وإنما أقيم لحفظ ما استرعاه المالك، فعلي السلطان حفظ الرعية فيما يتعين عليه من حفظ شرائعهم، والذب عنها لكل متصد لإدخال داخلة فيها، أو تحريف لمعإنيها، أو إهمال حدودهم، أو تصنيع حقوقهم وترك حماية من جار عليهم ومجاهدة عدوهم، أو ترك سيرة العدل فيهم، فينبغي أن لا يتصرف في الرعية إلا بإذن الله ورسوله، ولا يطلب أجره إلا من الله كالراعي. وهذا تمثيل لا يرى في الباب ألطف ولا أجمع ولا أبلغ منه؛ ولذلك أجمل أولا ثم فصله ثم أتى بحرف التنبيه مكرراً وبالفذلكة كالخاتمة.

والفاء في قوله: ((ألا فكلكم راع)) جواب شرط محذوف، والفذلكة هي التي يأتي بها المحاسب بعد التفصيل، ويقول: فذلك كذا وكذا ضبطاً للحساب وتوقياً من الزيادة والنقصان فيما فصله. والضمير في قوله: ((مسئولة عنهم)) راجع إلي ((بيت زوجها وولده)) وغلب العقلاء فيه علي غيرهم.

الحديث السادس والعشرون والسابع والعشرون عن معقل: قوله: ((فيموت)) الفاء فيه وفي قوله: ((فلم يحطها)) كاللام في قوله: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًا وحَزَنًا} وقوله: ((وهو غاش)) حال قيد للفعل ومقصود بالذكر؛ لأن المعتبر من الفعل والحال هو الحال، يعني أن الله تعالي إنما ولاه واسترعاه علي عباده ليديم النصيحة لهم لا ليغشهم فيموت عليه، فلما قلب القضية استحق أن لا يجد رائحة الجنة.

((مح)): قال القاضي عياض: المعنى: من قلده الله تعالي شيئاً من أمر المسلمين واسترعاه

<<  <  ج: ص:  >  >>