للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٧١٠ - وعن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف انتم وأئمة من بعدي، يستأثرون بهذا الفيء؟)) قلت: أما والذي بعثك بالحق، أضع سيفي علي عاتقي، ثم اضرب به حتى ألقاك. قال: ((أولا أدلك علي خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقإني)) رواه أبو داود. [٣٧١٠]

الفصل الثالث

٣٧١١ - عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((أتدرون من السابقون إلي ظل الله عز وجل يوم القيامة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم)). [٣٧١١]

ــ

الحديث السادس عشر عن أبي ذر: قوله: ((كيف أنتم))؟ كيف سؤال عن الحال وعامله محذوف، أي كيف تصنعون؟ فلما حذف الفعل أبرز الفاعل كقوله تعالي: {لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ} والحال المسؤل عنه أتبصرون أم تقاتلون يدل عليه قوله: ((أضع سيفي)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((تصبر حتى تلقإني) وقوله: ((وأئمة)) مفعول معه ((ويستأثرون)) جملة حالية والعامل هو المحذوف.

قوله: ((بهذا الفيء)) المغرب: الفيء بالهمز ما نيل من أهل الشرك بعد ما تضع الحرب أوزارها وتصير الدار دار الإسلام. وحكمه أن يكون لكافة المسلمين ولا يخمس. والغنيمة ما نيل منهم عنوة والحرب قائمة. وحكمها أن تخمس وسائر ما بعد الخمس للغانمين خاصة. والنفل ما ينفله الغازي أي يعطاه زائدا علي سهمه – انتهي كلامه.

والفيء في الحديث يشملها إظهار لظلمهم واستئثارهم ما ليس من حقهم، ومن ثمة جاء باسم الإشارة لمزيد تصوير ظلمهم، وبينه قول المظهر: يعني يأخذون مال بيت المال، وما حصل من الغنيمة ويستخلصونه لأنفسهم ولا يعطونه لمستحقيه. و ((ثم)) في قوله: ((ثم أضرب به)) لتراخي رتبة الضرب عن الوضع، وعبر عن كونه شهيدا بقوله: ((حتى ألقاك)) ((حتى)) يحتمل أن تكون بمعنى كي وبمعنى الغاية، و ((أولا أدلك)) دخلت حرف العطف بين كلمة التنبيه المركبة من همزة الاستفهام و ((لا)) النافية، وجعلتها جملتين أي أتفعل هذا ولا أدلك علي خير من ذلك.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((من السابقون؟)) ((من)) استفهامية علقت عمل الدراية وسدت بما بعده مسد مفعوليه. قوله: ((إذا أعطوا الحق)) ((غب)): أصل الحق المطابقة والموافقة كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه علي استقامة. والحق يقال علي أوجه

<<  <  ج: ص:  >  >>