٣٧٩٠ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المسلمين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه؛ ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله. والذي نفسي بيده، لوددت أن أقتل في سبيل الله، ثم أحيى، ثم أقتل، ثم أحيى، ثم أقتل: ثم أحيى، ثم أقتل)) متفق عليه.
٣٧٩١ - وعن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رباط يوم في سبيل الله، خير من الدنيا وما عليها)). متفق عليه.
٣٧٩٢ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)) متفق عليه.
٣٧٩٣ - وعن سلمان الفارسي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((رباط
ــ
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ثم أحيى ثم أقتل)) ((ثم)) وإن دل علي التراخي في الزمان هنا، لكن الحمل علي التراخي في الرتبة هو الوجه؛ لأن المتمني حصول درجات بعد القتل، والإحياء لم يحصل قبل؛ ومن ثمة كررها لنيل مرتبة بعد مرتبة إلي أن ينتهي إلي الفردوس الأعلي كما سبق.
انظر أيها المتأمل وتفكر في إيثاره صلى الله عليه وسلم صحبة أولئك الكملة علي هذه المراتب العلية؛ ليعلم فضلهم ومكانتهم عند الله تعالي. ومن ثمة كرر ((رجالا)) تعظيما وتفخيما وهم أشهر الناس، ولأمر ما خوطب حبيب الله صلوات الله عليه بالجلوس إليهم والصبر معهم في قوله تعالي:{واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ} وبالمفارقة عنهم بقوله: {فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مَنَ الظَّالِمِينَ}.
((مح)): فيه فضيلة الغزو والشهادة والخير وما لا يمكن في العادة من الخيرات. وفيه أن الجهاد من فروض الكفاية لا من العين. وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة علي المسلمين والرأفة، وأنه كان يترك بعض ما يختاره للرفق بالمسلمين، وأنه إذا تعارضت المصالح يؤثر أهمها.
الحديث الخامس إلي السابع عن سلمان: قوله: ((رباط يوم وليلة)) ((نه)): الرباط في الأصل الإقامة علي جهاد العدو بالحرب وارتباط الخيل وإعدادها. والمرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كل منهما معد لصاحبه. وسمي المقام في الثغور رباطا، ويكون الرباط مصدر رابطت أي