للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم؛ إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟)). رواه مسلم.

٣٧٩٩ - وعن أبي مسعود الأنصاري، قال جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)). رواه مسلم.

ــ

((وإن شئت حرمت النساء سواكم)) وإنهن ممن تجب مراعاتهن وتوقيرهن

وإلي هذا المعنى أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: ((كحرمة أمهاتهم)) والضمير في ((له)) يعود إلي ((رجلا)). والأظهر أن يكون بمنزلة اسم الإشارة كما في قول رؤبة:

فيها خطوط من سواد وبلق كأنه في الجلد توليع البهق

يعني وقف الخائي لأجل ما فعل من سوء الخلافة للغازي في أهله.

وقوله: ((فما ظنكم؟)) فيه تهديد عظيم. ((مح)): معناه ما تظنون في رغبة المجاهد في أخذ حسناته، والاستكثار منها في ذلك المقام، أي لا يبقى منها شيء إلا أخذه. ((مظ)): أي ما ظنكم بالله مع هذه الخيانة؟ هل تشكون في هذه المجازاة أم لا؟ يعني إذا علمتم صدق ما أقول فاحذروا من الخيانة في نساء المجاهدين. ((تو)): أي فما ظنكم بمن أحله الله بهذه المنزلة، وخصه بهذه الفضيلة وبما يكون وراء ذلك من الكرامة.

أقول: الأقرب قول المظهر؛ فإن سياق الكلام جاء في حرمة نساء المجاهدين، وتوقير شأنهن وتنزيلهن منزلة الأمهات، وأن الخيانة معهن منافية للدين والمروءة، يعني ما تظنون في ارتكابكم هذه الجريمة العظيمة، هل تتركون مع تلك الخيانة أم ينتقم الله منكم؟ ويلزم من هذا تعظيم شأن المجاهدين.

الحديث الثالث عشر عن أبي مسعود: قوله: ((بناقة مخطومة)) ((نه)): خطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان، فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد به الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقلد البعير ثم يثنى علي مخطمه. وأما الذي يجعل في الأنف دقيقا فهو الزمام ((مح)): يحتمل أن يكون المراد له اجر سبعمائة ناقة في غير سبيل الله، وأن يكون علي ظاهره، ويكون له في الجنة بها سبعمائة ناقة، كما جاء في خيل الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>