٣٨٠٠ - وعن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلي بني لحيان من هذيل. فقال:((لينبعث من كل رجلين أحدهما، والأجر بينهما)). رواه مسلم.
٣٨٠١ - وعن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يبرح هذا الدين قائما، يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة)) رواه مسلم.
٣٨٠٢ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك)) متفق عليه.
ــ
الحديث الرابع عشر عن أبي سعيد قوله:((بعث بعثا)) البعث إثارة الشيء وتوجيهه، يقال: بعثته فانبعث، وقد يسمى الجيش بعثا؛ لأنه ينبعث ثم يجمع. وقوله:((فقال: لينبعث)) أي أراد أن يبعث بعثا فقال: لينبعث. ((مح)): ((لحيان)) بكسر اللام وفتحها والكسر أفصح، يعني بعث جيشا إليهم ليغزوهم، فقال لهم: ليخرج من كل قبيلة نصف عددها. وكون الأجر بينهما محمول علي ما إذا خلف المقيم الغازي في أهله بخير.
الحديث الخامس عشر عن جابر: قوله: ((يقاتل عليه)) جملة مستأنفة بيانا للجملة الأولي، وعداه بـ ((علي)) لتضمينه معنى تظاهر، أي يظاهرون بالمقاتلة علي أعداء الدين، يعني أن هذا الدين لم يزل قائما بسبب مقاتلة هذه الطائقة. وما أظن هذه العصابة إلا الفئة المنصورة بالشام والمغرب. ((مح)): ورد في الحديث: ((لا يزال أهل الغرب ظاهرين علي الحق حتى تقوم الساعة)) قيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك، وفيه معجزة ظاهرة؛ فإن هذا الوصف لم يزل بحمد الله تعالي من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلي الآن، ولا يزال حتى يأتي أمر الله تعالي.
الحديث السادس عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((والله أعلم بمن يكلم في سبيله)) جملة معترضة بين المستثنى منه، والمستثنى مؤكدة مقررة لمعنى المعترض فيه، وتفخيم بشأن من يكلم في سبيل الله. ومعناه – والله أعلم – تعظيم شأن من يكلم في سبيل الله.
ونظيره قوله تعالي:{قَالَتْ رَبِّ إني وضَعْتُهَا أُنثَى واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وضَعَتْ ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} قوله: {واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وضَعَتْ} معترض بين كلامي أم مريم تعظيما لموضوعها وتجهيلا لها بقدر ما وهب لها، ومعناه والله أعلم بالشيء الذي وضعت وما علق به من عظائم الأمور. ويجوز أن يكون تتميما للصيانة من الرياء والسمعة.
((مح)): هذا تنبيه علي الإخلاص في الغزو، وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه لتكون كلمة الله هي العليا، وهذا الفضل وإن كان ظاهرا في قتال الكفار، لكن يدخل فيه من