للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨١٣ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه؛ مات علي شعبة من نفاق)). رواه مسلم.

٣٨١٤ - وعن أبي موسى، قال: جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)). متفق عليه.

ــ

فقد تعجل بثلثه، وبقي له ثلثان في الآخرة. ومن رجع مجروحا يقسم علي هذا التقسيم بحسب جرحه، إن الله لا يضيع أجر المحسنين.

الحديث السابع والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((مات علي شعبة من نفاق)) ((مح)): قال عبد الله بن المبارك: نرى أن ذلك علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وهذا الذي قاله ابن المبارك محتمل، وقد قال غيره: إنه عام. والمراد أن من فعل فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف؛ فإن ترك الجهاد إحدى شعب النفاق. وفيه أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعها، لا يتوجه عليه من الذم ما يتوجه علي من مات ولم ينوها، وقد اختلف أصحابنا فيمن تمكن من الصلاة في أول وقتها فأخرها بنية أن يفعلها ومات، أو أخر الحج كذلك. قيل: يأثم فيهما، وقيل: لا يأثم فيهما، وقيل: يأثم في الحج دون الصلاة.

الحديث الثامن والعشرون عن أبي موسى: قوله: ((والرجل يقاتل للذكر)) ((نه)): أي ليذكر بين الناس ويوصف بالشجاعة، والذكر الشرف والفخر والصيت. قوله: ((ليرى مكانه)) ((شف)): هو من باب الإفعال، فإن قرئ معلوما ففاعله ضمير الرجل والمفعول الأول محذوف، أي يقاتل ذلك الرجل ليرى هو مكانه أن منزلته ومكانته من الشجاعة الناس، فالقرق علي هذا بين قوله: (يقاتل للذكر)) وبين هذا، أن الأول سمعة والثاني رياء، أي من الغزاة من سمع ومنهم من راءى، وإن قرئ مجهولا فالذي أقيم مقام الفاعل ضمير الرجل و ((مكانه)) نصب علي المفعول الثاني، أي قاتل ذلك الرجل ليبصر هو منزلته من الجنة، وتحقيقه أنه قاتل للجنة لا لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه. ((مظ)): أي ليرى منزلته من الجنة، أي لتحصل له الجنة.

أقول: قوله: فالذي أقيم مقام الفاعل ضمير الرجل، و ((مكانه)) نصب علي المفعول الثاني غير صحيح، بل المفعول الثاني أقيم مقام الفاعل، وكذا في نسخة صحيحة للبخاري وجامع الأصول مضبوط بالرفع، ايليرى الناس منزلته في سبيل الله، وأيضا لا فرق بين السمعة والرياء.

المغرب: يقال: فعل ذلك سمعة ليريه أي ليريه الناس من غير أن يكون قصد به التحقيق، وسمع بكذا شهره تسميعا، ومنه الحديث: ((من سمع الناس بعمله سمع الله به أسامع

<<  <  ج: ص:  >  >>