للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨١٥ - وعن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة، فقال: ((إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم)). وفي رواية: ((إلا شركوكم في الأجر)). قالوا: يا رسول الله! وهم بالمدينة؟ قال: ((وهم بالمدينة حبسهم العذر)). رواه البخاري.

٣٨١٦ - ورواه مسلم عن جابر.

ــ

خلقه وحقره وصغره)) نوه الله لريائه وملأ به أسماع خلقه فيفتضح. ولعل الأظهر أن يراد بالذكر الصيت والسمعة، وبالرؤية علم الله، ونحوه قوله تعالي: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ ويَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} يعني المجاهد منكم للغنيمة والذكر، والمجاهد الصابر الذي يستفرغ جهده في سبيل الله. ويجوز أن يراد بالرؤية رؤية المؤمنين في القيامة منزلته عند الله تعالي، كما سيجيء في الفصل الثالث في حديث فضالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة)) هكذا الحديث. فيكون الرجل قد سأل عن أحوال المجاهدين بأسرها ومقاتلتهم، إما للغنيمة أو للذكر والصيت والفخر رياء، أو ليحمده الله تعالي، فكنى صلى الله عليه وسلم عن الثالث بقوله: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا)) إحمادا عليه وشكرا لصنيعه، وإلا كان يكفيه في الجواب أن يقول: ((من يقاتل ليرى مكانه)) والمكان ها هنا بمنزلة المكانة في قوله تعالي: {اعْمَلُوا عَلي مَكَانَتِكُمْ}.

((الكشاف)): المكانة تكون مصدرا، يقال: مكن مكانه إذا تمكن أبلغ التمكن، وبمعنى المكان يقال: مكان ومكانة ومقام ومقامة، أي اعملوا علي تمكنكم من أمركم، وأقصى استطاعتكم وإمكانكم، أو اعملوا علي جهتكم وحالكم التي انتم عليها. و ((كلمة الله)) عبارة عن دين الحق؛ لأن الله تعالي دعا إليه وأمر الناس بالاعتصام به، كما قيل لعيسى كلمة الله. و ((هي)) فصل والخبر ((العليا)) فأفاد الاختصاص أي لم يقاتل لغرض من الأغراض إلا لإظهار الدين. والله أعلم.

الحديث التاسع والعشرون عن أنس: قوله: ((إلا شركوكم في الأجر)) يدل هذا علي أن القاعدين من الأضراء يشاركون المجاهدين في الأجر، ولا يدل علي استوائهما فيه، والدال علي نفي الاستواء قوله تعالي: {فَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ عَلي القَاعِدِينَ دَرَجَةً} أي

<<  <  ج: ص:  >  >>