للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨١٧ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد. فقال: ((أحي والداك؟)). قال: نعم. قال: ((ففيهما فجاهد)). متفق عليه. وفي رواية: ((فارجع إلي والديك فأحسن صحبتهما)).

٣٨١٨ - وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال يوم الفتح: ((لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا)). متفق عليه.

ــ

علي الأضراء منهم، وقوله تعالي: {وفَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ عَلي القَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥) دَرَجَاتٍ} أي علي غير الأضراء منهم، وفضل الله تعالي المجاهدين علي القاعدين الأضراء درجة وهي الغنيمة ونصرة دين الله في الدنيا، وفضل الله عليهم درجات في العقبى.

((مح)):: فيه فضيلة النية في الخير، وأن من نوى غزوا أو غيره من الطاعات، فعرض له عذر منعه، حصل له ثواب نيته، وأنه كلما أثر من التأسف علي فوات ذلك، وتمنى كونه من الغزاة ونحوهم كان أكثر ثوابا.

الحديث الثلاثون عن عبد الله: قوله: ((ففيهما فجاهد)) فيهما متعلق بالأمر، قدم للاختصاص، الفاء الأولي جزاء شرط محذوف، والثانية جزائية لتضمن الكلام معنى الشرط أي إذا كان الأمر كما قلت، فاختص المجاهدة في خدمة الوالدين، نحوه قوله تعالي: {فَإيَّايَ فَاعْبُدُونِ} أي إذا لم تخلصوا إلي العبادة في ارض فأخلصوها في غيرها، فحذف الشرط وعوض منه تقديم المفعول المفيد للاختصاص ضمنا.

وقوله: ((فجاهد) جيء به مشاكلة. ((حس)) *:هذا في جهاد التطوع لا يخرج إلا بإذن الوالدين إذا كانا مسلمين، فإن كان الجهاد فرضا متعينا فلا حاجة إلي إذنهما، وإن معناه عصاهما وخرج، وإن كانا كافرين فيخرج دون إذنهما فرضا كان الجهاد أو تطوعا. وكذلك لا يخرج إلي شيء من التطوعات الحج والعمرة والزيارة، ولا يصوم التطوع إذا كره الوالدان المسلمان أو أحدهما إلا بإذنهما.

الحديث الحادي والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((لا هجرة بعد الفتح)) ((خط)): كانت الهجرة علي معنيين: أحدهما: الهجرة من دار الكفر إلي دار الإسلام، فأمر من أسلم منهم بالهجرة عنهم ليسلم دينهم؛ وليزول أذى المشركين عنهم ولئلا يفتتنوا. والمعنى الثاني: الهجرة من مكة إلي المدينة، فإن أهل الدين بالمدينة كانوا قليلين ضعيفين يومئذ، فأوجبت الهجرة إلي النبي صلى الله عليه وسلم، علي كل من أسلم يومئذ في أي موضع كان؛ ليستعين النبي صلى الله عليه وسلم بهم إن حدث حادث؛ وليتفقهوا في الدين فيعلموا أقوامهم أمر الدين وأحكامه. فلما فتحت

<<  <  ج: ص:  >  >>