٣٨٢٠ - وعن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((من لم يغز، ولم يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير؛ أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة)). رواه أبو داود. [٣٨٢٠]
٣٨٢١ - وعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم)). رواه أبو داود، والنسائي، والدارمي. [٣٨٢١]
٣٨٢٢ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((افشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام؛ تورثوا الجنان)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٣٨٢٢]
ــ
قوله:((يقاتل آخرهم المسيح الدجال)) أي لا تنقطع تلك الطائفة المنصورة، بل تبقى إلي أن يقاتل آخرهم الدجال. أي إلي قيام الساعة؛ فإن خروج الدجال من أشراط الساعة. ويمكن أن يراد بالآخر عيسى بن مريم ومن تابعه؛ فإنه عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهزودتين، ((فيطلبه)) أي الدجال حتى يدركه بباب لد فيقتله.
الحديث الثاني عن أبي أمامة: قوله: ((أو يخلف)) هو عطف علي ((يجهز)) وإنما لم يعد الجازم لئلا يتوهم استقلاله؛ وليؤذن بأن تجهيز الغازي وكونه خليفة للغازي في أهله ليس بمثابة الشخوص بنفسه إلي الغزو. وقوله:((بقارعة)) أي بشدة من الشدائد. والباء في للتعدية، تقرعه أي تدقه؛ ولذلك سميت القيامة قارعة. وقوله:((بخير)) متعلق بـ ((يخلف)) حال من فاعله أتى به صيانة عما عسى أن ينوي الخيانة فيهم.
الحديث الثالث عن أنس: قوله: ((وألسنتكم)) ((مظ)): أي جاهدوهم بها بأن بذموهم وتصيبوهم وتسبوا أصنامهم ودينهم الباطل، وبأن تخوفوهم بالقتل والأخذ وما أشبه ذلك. فإن قلت: هذا يخالف قوله تعالي: {ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}. قلت: كان المسلمون يسبون آلهتهم فنهوا؛ لئلا يكون سبهم سببا لسب الله تعالي، والنهي منصب علي الفعل المعلل، فإذا لم يؤد السب إلي سب الله تعلي يجوز.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أفشوا السلام)) ((قض)): إفشاء السلام إظهاره ورفع الصوت به، أو إشاعته بأن تسلم علي من تراه فرفته أو لم تعرفه. والمراد بضرب