٣٨٢٣ - وعن فضالة بن عبيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:((كل ميت يختم علي عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله إلي يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر)) رواه الترمذي، وأبو داود. [٣٨٢٣]
٣٨٢٤ - ورواه الدارمي عن عقبة بن عامر. [٣٨٢٤]
٣٨٢٥ - وعن معاذ بن جبل، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((من قاتل في سبيل الله فواق ناقة؛ فقد وجبت له الجنة ومن جرح جرحا في سبيل الله، أو نكب
ــ
الهام الجهاد، ولما كانت أفعالهم هذه تخلف عليهم الجنان فكأنهم ورثوها. أقول: الحديث من باب التكميل، كقوله تعالي:{أَشِدَّاءُ عَلي الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} و {أَذِلَّةٍ عَلي المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلي الكَافِرِينَ} فإن تخصيص ذكر الهام بالضرب يدل علي بطالتهم وتمكنهم من الضرب الشديد، قال: وأضرب هامة البطل المشيح مع مراعاة السجع، وتواطؤ القرائن علي حرف الروى.
الحديث الخامس عن فضالة: قوله: ((كل ميت يختم)) الحديث، مضى شرحه في الفصل الأول.
الحديث السادس عن معاذ: قوله: ((فواق ناقة)) هو قدر ما بين الحلبتين من الراحة تضم فاؤه وتفتح. ((فا)) هو في الأصل رجوع اللبن إلي الضرع بعد الحلب، سمي فواقا لأنه نزل من فوق. قوله:((كأغزر)) الكاف زائدة و ((ما)) مصدرية والوقت مقدر، يعني يكون حينئذ غزارة دمه أبلغ من سائر أوقاته، والضمير في ((فإنها)) راجع إلي النكبة وهي ما أصابه في سبيل الله من الحجارة.
((نه)): نكبت إصبعه أي نالته الحجارة، و ((النكبة)) ما يصيب الإنسان من الحوادث انتهي كلامه. وقد سبق بيان الجرح والنكبة، فأعاد الضمير إلي النكبة دلالة علي أن الحكم حكم النكبة إذا كان بهذه المثابة، فما ظنك بالجرح بالسنان والسيف، ونظيره قوله تعالي:{والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَهَا}. و ((الخراج)) – بالضم – ما يخرج من البدن من القروح. و ((الطابع)) بالفتح الخاتم، والكسر لغة فيه، أي عليه علامة الشهداء وأمارتهم، ونسبة هذه