للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨٣٥ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة)). رواه الترمذي، وابن ماجه. [٣٨٣٥]

٣٨٣٦ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة)). رواه الترمذي والنسائي، والدارمي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [٣٨٣٦]

ــ

يتعارف بين الناس، وإذا كانت بمعنى اللام كان التاج هو المتعارف بينهم. ويؤيد الثاني قوله: ((الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها)) وقوله: ((يشفع)) أي تقبل شفاعته.

الحديث السادس عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بغير أثر)) ((مظ)): أي بغير علامة من جراحة أو تعب نفسإني أو بذل مال أو تهيئة أسباب المجاهدين، فإن لم تكن له هذه الآثار في الغزو يكن له ثلمة، أي نقصان يوم القيامة.

أقول: قوله: ((من جهاد)) صفة ((أثر)) وهي نكرة في سياق النفي فيعم في كل جهاد مع العدو والنفس والشيطان، وكذلك الأثر بحسب اختلاف المجاهدة، قال الله تعالي: {سِيمَاهُمْ فِي وجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}. و ((الثلمة)) ها هنا مستعارة للنقصان، وأصلها أن تستعمل في الجدار، ولما شبه الإسلام بالبناء في قوله: ((بني الإسلام علي خمس)) جعل كل خلل فيه ونقصان ثلمة علي سبيل الترشيح، وهذا يدل أيضا علي العموم وينصره حديث أبي أمامة. وأما الأثران: فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله.

الحديث السابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((القرصة)) القرص الأخذ بأطراف الأصابع. وأتى في قوله: ((لا يجد ألم القتل)) بأداة الحصر؛ دفعا لتوهم من يتصور أن ألمه يفضل علي ألمها، وذلك في شهيد، دون شهيد يتلذذ ببذل مهجته في سبيل الله طيبا به نفسه، كعمير ابن الحمام وإلقاء تمراته ولقائه الموت. وأنشد حبيب الأنصاري حين قتل:

ولست أبالي حين أقتل مسلما علي أي شق كان لله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك علي أوصال شلو ممزع

الشلو: عضو من أعضاء الجسد، المزعة: القطعة من اللحم، والمزعة: الشحم. الأوصال: المفاصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>