٣٨٣٩ - وعن أم حرام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغريق له أجر شهيدين)). رواه أبو داود. [٣٨٣٩]
٣٨٤٠ - وعن أبي مالك الأشعري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من فصل في سبيل الله، فمات، أو قتل، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات علي فراشه بأي حتف شاء الله؛ فإنه شهيد، وإن له الجنة)). رواه أبو داود. [٣٨٤٠]
ــ
الحديث العشرون عن أم حرام: قوله: ((المائد)) ((نه)): هو الذي يدار برأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج، يقال: ماد يميد إذا مال وتحرك. ((مظ)): يعني من ركبه وأصابه دوران فله أجر شهيد إن ركبه لطاعة، كالغزو والحج وتحصيل العلم والتجارة إن لم يكن له طريق سواه، ولم يتجر لطلب زيادة المال بل للقوت. أقول:((الذي يصيبه القيء)) ليست بصفة مخصصة بل هي مبينة.
الحديث الحادي والعشرون عن أبي مالك: قوله: ((من فصل)) هو من قوله تعالي: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ}. الكشاف: فصل عن موضع كذا إذا انفصل عنه وجاوزه. وأصله فصل نفسه، ثم كثر حذف المفعول حتى صار في حكم غير المتعدي كانفصل. وقيل: فصل عن البلد فصولا، ويجوز أن يكون فصله فصلا، وفصل فصولا انتهي كلامه.
والمعنى من فصل عن بلده مجاهدا في سبيل الله أي قاصدا الغزو. ((مظ)): وقصه صرعه ودق عنقه، والوقص الدق والكسر ونحوهما. ((نه)): الهامة كل ذات سم يقتل والجمع الهوام، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور. وقد تقع الهوام علي ما يدب من الحيوان كالحشرات. والحتف الهلاك، ويقال: مات حتف أنفه إذا مات علي فراشه، كأنه سقط لأنفه فمات.
قوله:((وإن له الجنة)) تقرير معنى حصول الشهادة بسبب المقاتلة في سبيل الله، وأن له بدله الجنة فهو تلميح إلي قوله تعالي:{إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}.
الحديث الثاني والعشرون عن عبد الله: قوله: ((قفلة)) هو المرة من القفول وهو الرجوع عن سفره. وفيه وجوه: أحدها: أن أجر المجاهد في انصرافه إلي أهله بعد غزوه كأجره في إقباله إلي الجهاد؛ لأن في قفوله إراحة للنفس واستعدادا بالقوة للعود وحفظا لأهله برجوعه إليهم.