للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨٤٤ - وعن يعلي بن أمية، قال: آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغزو وأنا شيخ كبير ليس لي خادم، فالتمست أجيرا يكفيني، فوجدت رجلا سميت له ثلاثة دنإنير فلما حضرت غنيمة، أردت أن أجري له سهمه، فجئت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت له. فقال: ((ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنإنيره التي تسمى)) رواه أبو داود. [٣٨٤٤]

٣٨٤٥ - وعن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله! رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا أجر له)). رواه أبو داود. [٣٨٤٥]

٣٨٤٦ - وعن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد فإن نومه

ــ

الشيخ التوربشتي حيث قال: أراد بقوله هذا من حضر القتال؛ رغبة فيما عقد عليه من المال لا رغبة في الجهاد، ولهذا سماه أجيرا.

وثإنيهما: أن يكون تخصيصا للموصوف بالصفة، أي ليس هذا الرجل غير الأجير وأن صفة الأجير إن تصورت وتحققت ما هي فذلك الرجل لا تتعداه تلك الحقيقة. وقد جاء الوجهات في قوله تعالي: {وأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}، وينصر الثاني معنى انتهاء الغاية في ((إلي)) أي هو الأجير من ابتداء بعثه وسعيه وبذل مهجته إلي أن يموت فينقطع دمه، فلا يسمى بغير الأجير البتة، ولا يقال له الغازي في حالة من تلك الحالات، فلا يلزم أن لا يسمى غيره أجيرا، وهذا الوجه يدل علي مذهب الشافعي كما دل الوجه الأول علي مذهب أبي حنيفة ويؤيد مذهب الشافعي الحديث اللاحق، والحديث السابق مؤول كما سبق,

الحديث الخامس والعشرون عن يعلي: قوله: ((آذن)) أي أعلم. قوله: ((ليس لي خادم)) صفة بـ ((شيخ)) أي ليس لي من يخدمني في الغزو ويعاونني. ((حس)): اختلفوا في الأجير للعمل وحفظ الدواب يحضر الوقعة، هل يسهم له؟ فقيل: لا سهم له قاتل أو لم يقاتل إنما له أجرة عمله. وهو قول الأوزاعي وإسحاق وأحد قولي الشافعي. وقال مالك وأحمد: يسهم له وإن لم يقاتل، إذا كان مع الناس عند القتال. وقيل: يخير بين الأجرة والسهم.

الحديث السادس والعشرون عن معاذ: قوله: ((الغزو غزوان)) ((قض)): الغزو عزوان: غزو علي ما ينبغي، وغزو علي ما لا ينبغي، فاقتصر الكلام واستغنى بذكر الغزاة وعد أصنافها

<<  <  ج: ص:  >  >>