للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

((لا تقصوا نواصي الخيل، ولا معارفها، ولا أذنابها فإن أذنابها مذابها، ومعارفها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير)) رواه أبو داود. [٣٨٨٠]

٣٨٨١ - وعن أبي وهب الجشمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ارتبطو الخيل، وامسحوا بنواصيها وأعجازها – أو قال: كفالها – وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار)) رواه أبو داود، والنسائي. [٣٨٨١]

٣٨٨٢ - وعن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا مأمورا، ما اختصنا دون الناس بشيء إلا بثلاث: أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي حمارا علي فرس. رواه الترمذي، والنسائي. [٣٨٨٢]

ــ

سبق أنه من الاستعارة المكنية؛ لأن الخير ليس بمحسوس حتى يعقد عليه الناصية، فكيف جعله محسوسا هاهنا ونهي عن قطعها؟ يقال: إنهم قد يدخلون المعقول في جنس المحسوس، ويحكمون عليه بما يحكم علي المحسوس مبالغة في اللزوم قال:

ويصعد حتى يظن الجهول بأن له حاجة في السماء

وقال الآخر:

هي الشمس مسكنها في السماء فعز الفؤاد عزاء جميلا

فلن تستطيع إليها الصعود ولن تستطيع إليك النزولا

الحديث العاشر عن أبي وهب رضي الله عنه: قوله: ((وقلدوها)) ((نه)): أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين، ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية ودخولها التي كانت بينكم. والأوتار جمع وتر – بالكسر – وهو الدم وطلب الثأر. يريد اجعلوا ذلك لازما لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق. وقيل: أراد بالأوتار جمع وتر القوس، أي لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق؛ لأن الخيل ربما رع الأشجار فتشبثت الأوتار ببعض شعبها فتخنقها. وقيل: إنما نهاهم عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخليل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى فيكون كالعوذة لها فنهاهم، أعلمهم أنها لا تدفع ضرا ولا تصرف حذرا.

الحديث الحادي عشر عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((عبدا مأمورا)) ((قض)): أي مطواعا غير مستبد في الحكم ولا حاكم بمقتضى ميله وتشهيه، حتى يخص من شاء بما شاء من الأحكام. ((ما اختصنا)) يريد به نفسه سائر أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ((دون الناس بشيء إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>