للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثلاث خصال – أو خلال – فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلي الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلي الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلي التحول من دارهم إلي دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما علي المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري علي المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم

ــ

وقيل: ((ومن معه)) مجرور عطف علي الضمير المجرور في ((خاصته)). وقوله: ((بسم الله في سبيل الله)) متعلقان بـ ((اغزوا))، ويجوز أن يكون الثاني ظرفاً له والأول حالاً، ويجوز أن يتعلق الثاني بالحال. أي: اغزوا مستعينين بالله في سبيل الله. وقوله: ((قاتلوا)) جملة معترضة موضحة لـ ((اغزوا)) أعاد ((اغزوا)) ليعقبه بالمذكورات بعده.

وقوله: ((وإذا لقيت عدوك)) إلي آخره، كان من الظاهر أن يجاء به بعد قوله: ((اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله)). وقوله: ((اغزوا فلا تغلوا)) إلي آخره كالاستطراد وقع بين الكلامين اهتماماً به. والخطاب في قوله: ((وإذا لقيت)) من باب تلوين الخطاب، خاطب أولا عاماً يدخل فيه الأمير دخولاً أوليا، ثم خص الخطاب به فدخلوا فيه علي سبيل التبعية، كقوله تعالي: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} خص النبي صلى الله عليه وسلم بالنداء، وعم بالخطاب. و ((ما)) في ((ما أجابوك)) زائدة والفاء في ((فاقبل)) جزاء الشرط.

((مح)): قوله: ((ثم ادعهم إلي الإسلام)) هكذا هو في جميع نسخ صحيح مسلم ((ثم ادعهم)). قال القاضي عياض: الصواب الرواية ((ادعهم)) بإسقاط ((ثم)) وقد جاء بإسقاطها علي الصواب في كتاب أبي عبيد. وفي سنن أبي داود وغيرهما؛ لأنه تفسير للخصال الثلاث، وليست غيرها. وقال المازري: ثم هاهنا زائدة، وردت لاستفتاح الكلام والأخذ فيه.

أقول في تحرير قول المازري: إن الخصال الثلاث هي الإسلام وإعطاء الجزية والمقاتلة، كما في حديث أبي وائل في الفصل الثالث من هذا الباب. فقوله: ((ثم ادعهم إلي الإسلام)) إشارة إلي الخصلة الأولي. وقوله: ((ثم ادعهم إلي التحول)) إلي قوله: ((إلا أن يجاهدوا مع المسلمين)) متفرع علي هذه الخصلة. وقوله: ((فإن هم أبوا فسلهم الجزية)) بيان للخصلة الثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>