٣٩٤٩ - وعن سمرة بن جندب، قال: كان شعار المهاجرين: عبد الله، وشعار الأنصار: عبد الرحمن. رواه أبو داود. [٣٩٤٩]
٣٩٥٠ - وعن سلمة بن الأكوع، قال غزونا مع أبي بكر زمن النبي صلى الله عليه وسلم فبيتناهم
ــ
تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام. والشعار في الأصل العلامة التي تنصب ليعرف الرجل بها رفقته. و ((حم لا ينصرون)) معناه بفضل السورة المفتتحة بـ ((حم)) ومنزلتها من الله لا ينصرون.
وقيل: إن الحواميم السبع سور لها شأن، قال ابن مسعود رضي الله عنه:((إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات)) فنبه صلى الله عليه وسلم علي أن ذكرها لعظم شأنها وشرف منزلتها عند الله تعالي مما يستظهر به المسلمون علي استنزال النصر عليهم والخذلان علي عدوهم، فأمرهم أن يقولوا:((حم)) ثم استأنف وقال: ((لا ينصرون)) جواباً لسائل عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قلت هذه الكلمة؟ فقال: لا ينصرون. وقيل:((حم)) من أسماء الله تعالي وأن المعنى: اللهم لا ينصرون. وفيه نظر؛ لأن ((حم)) لم تثبت في أسماء الله تعالي؛ ولأن جميع أسمائه مفصحة عن ثناء وتمجيد، و ((حم)) ليس إلا اسمى حرفين من الحروف المعجمة ولا معنى تحته يصلح لأن يكون بهذه المثابة، ولأنه لو كان اسما كسائر الأسماء، لأعرب كما أعربه الشاعر حيث جعله اسماً للسورة فقال:
يذكرني حم والرمح شاجر فهلا تلا حم قبل التقدم
ومنعه الصرف للعلمية والتإنيث، وقد نسب هذا الوجه إلي ابن عباس رضي الله عنهما، فإن صح عنه فتوجيهه أن يقال: أراد بـ ((حم)) منزل حم وهو الله تعالي، فلما حذف المضاف وأقام ((حم)) مقامه وأجرى علي الحكاية صار ((حم)) كالمطلق علي الله تعالي والمستعمل فيه، فعد من أسمائه بهذا التأويل.
((مظ)): بلغني عن ابن كيسان النحوي أنه سأل أبا العباس أحمد بن يحيى عنه، فقال: معناه الخبر ولو كان بمعنى الدعاء لكان ((لا ينصروا)) مجزوماً، كأنه قال: والله لا ينصرون.
أقول: ويمكن أن يقال: نزل علي صيغة الإخبار تفاؤلا كأنه دعا فاستجيب له، ثم يخبر عن وقوعه كما يقول: يرحمك الله ويهديك ونحوه، لكن في معنى النهي كقوله تعالي:{لا تَعْبُدُونَ إلَاّ اللَّهَ}. ((الكشاف)): ((لا تعبدون)) إخبار في معنى النهي، وهو أبلغ من صريح النهي، كأنه سورع إلي الانتهاء فهو يخبر عنه.
الحديث الثالث عن سلمة رضي الله عنه: قوله: ((أمت أمت)) قيل: المخاطب هو الله تعالي يعني أمت العدو وفي شرح السنة ((يا منصور أمت)) فالمخاطب كل واحد من المقاتلين.