للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نقتلهم، وكان شعارنا تلك الليلة: أمت أمت. رواه أبو داود. [٣٩٥٠]

٣٩٥١ - عن قيس بن عباد، قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال. رواه أبو داود. [٣٩٥١]

٣٩٥٢ - وعن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((اقتلوا شيوخ المشركين، واستحيوا شرخهم)) أي صبيانهم. رواه الترمذي، وأبو داود. [٣٩٥٢]

ــ

الحديث الرابع عن قيس رضي الله عنه: قوله: ((يكرهون)) ((مظ)): عادة المحاربين أن يرفعوا أصواتهم إما لتعظيم أنفسهم، وإظهارهم كثرتهم بتكثير أصواتهم، أو لتخويف أعدائهم أو لإظهار الشجاعة بأن يقول: أنا الشجاع الطالب للحرب، والصحابة كانوا يكرهون رفع الصوت بها بشيء منها؛ إذ لا يتقرب بها إلي الله تعالي بل يرفعون الأصوات بذكر الله؛ فإن فيه فوز الدنيا والآخرة.

الحديث الخامس عن سمرة رضي الله عنه: قوله: ((شيوخ المشركين)) قال أبو عبيد: أزاد بالشيوخ الرجال والشبان أهل الجلد منهم والقوة علي القتال، ولم يرد الهرمي الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم للخدمة، وأراد بالشرخ الشبان أهل الجلد الذين يصلحون للملك والخدمة. قال أبو بكر: الشرخ أول الشباب فهو واحد يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، يقال: رجل صوم ورجلان صوم ورجال صوم، وامرأة صوم وقوم صوم. وقيل: إن الشرخ جمع شارخ كصاحب وصحب وراكب وركب.

((تو)): وفي الشيوخ وجه آخر وهو أن يقول: لم يرد استبقاء هؤلاء لملك والخدمة؛ لما في نفوسهم من العصبية ولاستمرارهم علي الكفر طوال العمر، ثم لما فيهم من المكر، والدهاء فلا تؤمن إذا غائلتهم ودخلتم وما يتولد منهم من فساد في الدين أو ثلمة في الإسلام، وهؤلاء غير الفتاة الذين لا يعبأ بهم ولا يكترث لهم، وهذا أولي مما يؤول عليه هذا الحديث؛ لئلا يخالف حديث أنس الذي في هذا الباب. وذلك ما روى عنه: ((لا تقتلوا شيخاً فإنياً)) الحديث.

وقال أيضاً: قوله: ((أي صبيانهم)) ليس من متن الحديث، ولا من كلام الصحابي، فلعل بعض الرواة في بعض طرقه أدرجه في الحديث فوجده المؤلف فيما بلغه فذكره، والظاهر أنه من عند المؤلف. أقول: إنما فسر الشرخ بالصبيان ليقابل الشيوخ، فيكون المراد بالشيوخ الشبان وأهل الجلد فيصح التقابل.

<<  <  ج: ص:  >  >>