للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكرانا كن أو إناثا)). رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي من قوله: يقول: ((عن الغلام)) إلى آخره .. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. [٤١٥٢]

٤١٥٣ - وعن الحسن بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق رأسه)). رواه أحمد، والترمذي،

ــ

مكناتهم وسكناتهم ونزلاتهم وربعاتهم، أي على أمكنتهم ومساكنهم ومنازلهم ورباعهم.

وقيل: المكنة من التمكن كالتبعة والطلبة من التتبع والتطلب، يقال: إن بني فلان لذوو مكنة من السلطان أي ذوو تمكن، والمكنات أيضا الأمكنة جمع المكان ثم على مكن، ثم على مكان كقولهم: حمر وحمرات وصعد وصعدات.

والمعنى أن الرجل كان يخرج في حاجته فإن رأي طيرا طيره، فإن أخذ ذات اليمين ذهب، وإن أخذ ذات الشمال لم يذهب، فأراد: اتركوها على مواقعها ولا تطيروها، نفيا عن الزجر. أو على مواضعها التي وضعها الله بها: من أنها لا تضر ولا تنفع، أو أراد له تذعروها ولا ترموها بشيء تنهض بها عن أوكارها. [وإنكار أبي زياد الكلابي المكنات] وقوله: ((لا يعرف للطير مكنات، وإنما هي الأعشاش ذهاب منه إلى النهي عن التحذير. وكذلك من فسر المكنات بالبيض وهي في الأصل بيض الضب فاستعير. قال الأزهري: المكن بيض الضب الواحدة مكنة كلبن ولبنة؛ وكأنه أصل والمكن مخفف منه.

قوله: ((وللترمذي والنسائي من قوله: يقول ((عن الغلام)) تصريح باستقلال كم من الحديثين.

وقولها: ((وسمعته يقول)) مشعر بذلك، فبقي الكلام على المؤلفين في بيان الربط بين الحديثين في هذا الباب ونظمها في سلك واحد. ويمكن أن يقال: إنهم كانوا يتطيرون ويرون الخير والشر منه في كل ما سنح لهم من الأحوال، فنهوا عن التطير في شأن المولود وحثوا على الصدقة.

الحديث الثاني عن الحسن: قوله: ((مرتهن بعقيقته)) ((تو)): وفيه نظر؛ وهو أن المرتهن هو الذي يأخذ الرهن، والشيء مرهون ورهين، ولم نجد فيما يعتمد عليه من كلامهم بناء المفعول من الارتهان. فلعل الراوي أتى به مكان الرهينة من طريق القياس.

أقول: طريق المجاز غير مسدود وليس بموقوف على السماع، ولا يستراب أن الارتهان هنا ليس مأخوذا بطريق الحقيقة. يدل عليه قول الزمخشري في أساس البلاغة في قسم المجاز: فلان رهن بكذا أو رهين ورهينة ومرتهن به: مأخوذ به.

وقال صاحب النهاية: معنى قوله: ((رهينة بعقيقته)) أن العقيقة لازمة له لا بد منها، فشبه في

<<  <  ج: ص:  >  >>