٤١٦٢ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذ شرب فليشرب بيمينه)). رواه مسلم.
٤١٦٣ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها)). رواه مسلم.
٤١٦٤ - وعن كعب بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاثة أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها. رواه مسلم.
٤١٦٥ - وعن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال: ((إنكم لا تدرون في أية البركة؟)). رواه مسلم.
ــ
لاحظ لكم ولا فرصة لكم الليلة من أهل هذا البيت؛ فإنهم قد أحرزوا عنكم طعامهم وأنفسهم. وتحقيق ذلك أن انتهاز الشيطان فرصة من الإنسان، إنما تكون حال الغفلة ونسيان الذكر، فإذا كان الرجل متبقظا محتاطا متذكرا لله في جملة حالاته، لم يتمكن الشيطان من إغوائه وتسويله وأيس عنه بالكلية.
((مظ)) ((وشف)): ويجوز أن يكون المخاطب به الرجل وأهل بيته على سبيل الدعاء عليهم من الشيطان. أقول: وهو بعيد لقوله: ((قال الشيطان: أدركتم المبيت)) والمخاطبون أعوانه، وأما تخصيص المبيت والعشاء، فلغالب الأحوال؛ لأن ذلك صادق في عموم الأحوال.
الحديث الرابع والخامس عن ابن عمر: قوله: ((فإن الشيطان يأكل بشماله)) ((تو)): المعنى أنه يحمل أولياءه من الإنس على ذلك الصنيع ليضاد به عباد الله الصالحين، ثم إن من حق نعمة الله والقيام بشكره أن تكرم ولا يستهان بها، ومن حق الكرامة أن تتناول باليمين ويميز بها بين ما كان من النعمة وبين ما كان من الأذى. أقول: تحريره أن يقال: لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها؛ فإنكم إن فعلتم ذلك كنتم أولياء الشيطان؛ فإن الشيطان يحمل أولياءه من الإنس على ذلك. ((مح)): فيه أنه ينبغي اجتناب الأفعال التي تشبه أفعال الشياطين وأن للشيطان يدين.
أقول: حمل الحديث على ظاهره كما سبق في الحديث السابق.
الحديث السادس عن كعب: قوله: ((ويلعق يده)): من سنن الأكل لعق اليد محافظة على بركة الطعام وتنظيفا لها. والأكل [بثلاثة] أصابع ولا يضم إليها الرابعة والخامسة إلا لعذر.
الحديث السابع عن جابر: قوله: ((في أية)) المضاف إليه محذوف أي أية أكلة أو طعمة.