للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٢٢١ - وعن أبي أسيد الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلوا الزيت وادهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة)). رواه الترمذي، وابن ماجه، والدارمي. [٤٢٢١]

٤٢٢٢ - وعن أم هانئ، قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أعندك شيء؟)) قلت: لا، إلا خبز يابس وخل. فقال: ((هاتي، ما أقفر بيت من أدم فيه خل)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب. [٤٢٢٢]

٤٢٢٣ - وعن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز الشعير، فوضع عليها تمرة، فقال: ((هذه إدام هذه)) وأكل. رواه أبو داود. [٤٢٢٣]

ــ

الحديث التاسع عشر والعشرون عن أم هانئ: قوله: ((قلت: لا إلا خبزا)) المستثنى منه محذوف، والمستثنى بدل منه، ونظيره في الصحاح قول عائشة رضي الله عنها: ((لا إلا شيء بعثت به أم عطية)). قال المالكي: فيه شاهد على إبدال ما بعد إلا من محذوف؛ لأن الأصل: لا شيء عندنا إلا شيء بعثت به أم عطية. انتهى كلامه.

فإن قلت: من حق أم هانئ أن تجيب بـ ((بلى عندي خبز)) فلم عدلت عنه إلى تلك العبارة؟ قلت: كأنها [عظمت] * شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأت أن الخبز اليابس والخل لا يصلحان أن يقدما إلى مثل ذلك الضيف، فما عدتهما بشيء؛ ومن ثم حسنت المطابقة بقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أقفر بيت فيه خل)).

قوله: ((من أدم)) متعلق بـ ((أقفر)). وقوله: ((فيه خل)) صفة بيت، وقد فصل بين الصفة والموصوف بالأجنبي، وهو لا يجوز. ويمكن أن يقال: إنه حال، وذو الحال على تقدير الموصوفية أي بيت من البيوت. ((نه)): ((ما أقفر ليت فيه خل)) أي ما خلا من الإدام ولا عدم أهله الأدم. والقفار الطعام بلا ادم. وأقفر الرجل إذا كان الخبز وحده من القفر والقفار، وهي الأرض الخالية التي لا ماء فيها.

الحديث الحادي والعشرون عن يوسف: قوله: ((هذه إدام هذه)) لما كان التمر طعاما مستقلا ولم يكن متعارفا بالأدوية فأخبر أنه يصلح لها. ((حس)): من حلف أن لا يأكل خبزا بإدام فأكله بتمر يحنث. وكذلك إذا أكله بملح أو ثوم أو بصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>