٤٢٤٦ - وعن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال:((ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟)) قالا: الجوع قال: ((وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا)) فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحبا وأهلا. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أين فلان؟)) قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء. إذ جاء الأنصاري
ــ
وثالثها: أن هذا كان في أول الإسلام وكانت المواساة واجبة، فلما أشيع الإسلام نسخ، وهذا التأويل باطل؛ لأن الذي ادعاه المؤول لا يعرف قائله.
ورابعها: أنه محمول على من بأهل الذمة الذي شرط عليهم ضيافة من يمر بهم من المسلمين، وهذا أيضا ضعيف إنما صار هذا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((الجوع)) ((مح)): فيه جواز ذكر الإنسان ما ناله من ألم ونحوه، لا على التشكي وعدم الرضاء وإظهار الجزع. ولما كانا رضي الله عنهما على المراقبة ولزوم الطاعة، فعرض لهما هذا الجوع المفرط المانع من كمال النشاط بالعبادة وتمام التلذذ بها، سعيا في إزالته بالخروج في طلب سبب مباح يدفعانه به. وقد نهى عن الصلاة مع مدافعة الأخبثين وبحضرة الطعام. وقوله:((فإنا)) بالفاء في بعض النسخ وفي بعضها بالواو.
وقوله:((قوموا فقاموا)) هكذا هو في الأصول بضمير الجمع وهو جائز، فمن قال: بأن أقل الجمع اثنان فظاهر. ومن قال بأن أقله ثلاثة فمجاز.
قوله:((فأتى رجلا)) ((شف)): إفراد الضمير وإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله: ((قوموا فقاموا)) إيان بأنه صلى الله عليه وسلم المطاع، وأنهما كانا مطيعين ومنقادين كمن لا اختيار له. ((مح ((: الرجل هو أبو الهيثم مالك بن التيهان بفتح التاء وكسر الياء المثناة تحت وتشديدها.
وفيه جواز الإدلال على الصاحب الذي يوثق به واستتباع جماعة إلى بيته. وفيه منقبة له وكفي به شرفا بذلك. وفيه استحباب إكرام الضيف بقوله: ((مرحبا وأهلا)) أي: صادفت رحبا وسعة وأهلا تستأنس بهم، وفيه جواز سماع كلام الأجنبية ومراجعتها الكلام للحاجة. وجواز إذن المرأة في دخول منزل زوجها لمن علمت علما محققا أنه لا يكرهه بحيث لا يخلو بها الخلوة المحرمة. وقوله:((فأتى رجلا)) أي بيت رجل أو قصده، فلما بلغ بيته فإذا هو ليس في بيته، أي وقت خلوة من بيته، كقوله تعالى:{إذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}