١٧٣ - وعن ابن عمر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يجمع أمتي – أو قال: أمة محمد – على ضلالة, ويج الله على الجماعة, ومن شذ شذ في النار)). رواه الترمذي [١٧٣].
ــ
عليهم, وذهابها في كل واد مرد, وفي سريان تلك الضلالة منهم إلى الغير يدعونهم إليها, ثم تنفرهم من العلم, وامتناعهم من قبوله حتى يهلكوا جهلا – بحال صاحب الكلب, وسريان تلك العلة في عروقه ومفاصله, وحصول شبه الجنون منه ثم تعديه إلى الغير – بعقره إياه, وتنفره من الماء, وامتناعه عنه حتى يهلك عطشا. ولعمري
١
عن هذا التمثيل أبلغ وأشنع من تمثيل بلعم بن باعوراء في قوله تعالى:{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} والله أعلم.
الحديث الحادي عشر عن ابن عمر: قوله: ((لا يجمع)) ((تو)): من الله تعالى على هذه الأمة بالنصرة والحفظ, أو من عليهم بالتوفيق لموافقة الجماعة. ((ومن شذ)) أي انفراد عن الجمهور والسواد الأعظم فقد شذ فيما يدخله النار, أو شذ في أمر النار. ((مظ)): في الحديث دليل على أن إجماع الأمة حق, والإجماع هو إجماع علماء المسلمين.
أقول: قوله: ((أو قال أمة محمد)) تردد من الراوي, ولعل هذا أظهر في الدراية لأن التخصيص يدل على امتياز أمته من سائر الأمم بهذه الفضيلة, وأن كون المنسوب إليه من اسمه محمد يقتضي هذه ثم عقبه بقوله:((ويد الله على الجماعة)) , ومعنى ((على)) كمعنى ((فوق)) في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} فهو كناية عن النصرة والغلبة؛ لأن من بايع