للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقال: ما هذا؟ فقلت: خيط رقي لي فيه. قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسلو الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرقي والتمائم والتولة شرك)) فقلت: لم تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي فإذا رقاها سكنت. فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقي كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اذهب البأس، رب الناس! واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)). رواه أبو داود. [٤٥٥٢]

ــ

الحديث العشرون والحادي والعشرون عن زينب: قوله: ((أنتم آل عبد الله)) ((أنتم)) مبتدأ، خبره ((لأغنياء)((وآل عبد الله)) معترض نصب على الاختصاص. واللام في ((لأغنياء)) للتأكيد دخل على الخبر، كما في حديث آخر ((أغبط أوليائي عندي المؤمن خفيف الحاذ)).

وقال الزجاج: قال النحاة: أصل هذه اللام أن تقع في الابتداء، ووقوعها في الخبر جائز. ويجوز أن يقدر المبتدأ أي ((لأنتم أغنياء)) كما قدر الزجاج في قوله تعالى: {إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} أي هما ساحران.

قوله: ((والتمائم)) هي جمع تميمة وهي التعويذة التي تعلق على الصبي. والتولة بكسر التاء وضمها نوع من السحر. قال الأصمعي: هي ما تحبب به المرأة إلى زوجها.

((قض)): وإنما أطلق الشرك عليهما؛ إما لأن المتعارف منها في عهده ما كان معهوداً في الجاهلية، وكان مشتملا على ما يتضمن الشرك؛ أو لأن اتخاذها يدل على اعتقاد تأثيرها وهو يفضي إلى الشرك.

أقول: ويحتمل أن يراد بالشرك اعتقاد أن ذلك سبب قوي وله تأثير، وكان ينافي التوكل والانخراط في زمرة الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون؛ ومن ثمة حسن منه قوله: ((أنتم آل عبد الله لأغنياء)) أي: أعني وأخص آل عبد الله من بين سائر الأنام. ومنها قولها: لم تقول هكذا، وتأمرني بالتوكل وعدم الاسترقاء؛ فإني وجدت في الاسترقاء فائدة. فأجاب بأنه ليس بفائدة. بل هو من فعل الشيطان وتسويله. ومن النصب على المدح والاختصاص قول الشاعر:

إنا بني نهشل لا ندعي لأب عنه ولا هو بالأبناء [يشرينا]

<<  <  ج: ص:  >  >>