٤٥٥٣ - وعن جابر، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال:((هو من عمل الشيطان)). رواه أبو داود. [٤٥٥٣]
٤٥٥٤ - وعن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقاً أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي)). رواه أبو داود. [٤٥٥٤]
ــ
أي أنا أذكر من لا يخفي شأنه بين الناس قاطبة لا يفعل كذا، فلو جعل بنو نهشل خبراً، لزم إما خمول المتكلم أو الجهل بارتفاع شأن القوم.
قوله:((تقذف)) ((تو)) هو على بناء المجهول أي ترمي بما يهيج الوجع. ويدل على هذا المعنى قولها: فإذا رقاها سكنت. ويحتمل أن يكون على بناء الفاعل، أن ترمي بالرمض والماء من الوجع. ولا أحقق اللفظين من طريق الرواية، إلا أن الأول هو أكثر ظني.
قوله:((كان ينخسها)) أصل النخس الدفع والحركة. والبأس الشدة. ((وشفاء)) يجوز أن يكون مصدراً لقوله: ((اشف)) والجملتان معترضتان. وأن يكون مصدرا لفعل مضمر أي اشف شفاء، وهذا أنسب للنظم. ((وأنت الشافي)) جملة مستأنفة على سبيل الحصر لتعريف الخبر، والجملة الثانية مؤكدة للأولى، وهما ممهدتان للثالثة. وفيه رد لاعتقادها أن رقية اليهود شافية، وإرشاد إلى أن الشفاء الذي لا يغادر سقما هو شفاء الله تعالى، وأن شفاء اليهودي ليس فيه إلا تسكين ماء.
الحديث الثاني والعشرون عن جابر: قوله: ((عن النشرة)) ((تو)): النشرة ضرب من الرقية والعلاج يعالج بها من كان يظن به مس الجن. وسميت نشرة؛ لأنهم كانوا يرون أنه ينشر بها الجن عن الممسوس ما خامره من الداء قال [جرير]:
أدعوك دعوة ملهوف كأن به مسا من الجن أو ريحاً من النشر
وفي الحديث:((فلعل طبا أصابه)) يعني سحراً ثم نشره بـ {} أي رقاه، ونشره أيضاً إذا كتب له النشرة وهي كالتعويذ والرقية، فعلمنا بذلك أن النشرة التي قال فيها:((إنها من عمل الشيطان)) إنما أراد به النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به ويعتقدون فيه.
الحديث الثالث والعشرون عن عبد الله: قوله: ((ما أبالي ما أتيت)) ما الأولى نافية والثانية