للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٥٦٠ - وعن أسماء بنت عميس، قالت: يا رسول الله! إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: ((نعم، فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين)). رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه. [٤٥٦٠]

٤٥٦١ - وعن الشفاء بنت عبد الله، قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال: ((ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟)). رواه أبو داود. [٤٥٦١]

ــ

الحديث السابع والثامن والعشرون عن أسماء: قوله: ((فإنه لو كان شيء)) تعليل للجواب، ومعناه: نعم استرقي من العين؛ فإنها أولى وأحرى بأن تسترقي؛ لأنه لو كان شيء سابق القدر إلى آخره.

الحديث التاسع والعشرون عن الشفاء: قوله: ((هذه رقية النملة)) هذه إشارة إلى حفصة. والنملة قروح ترقى وتبرأ بإذن الله تعالى. ((خط)): فيه دليل على أن تعلم النساء الكتابة غير مكروه.

((تو)): يرى أكثر الناس أن المراد من النملة ها هنا، هي التي يسميها المطببون الذباب. وقد خالفهم فيه المقلب بالذكي المغربي النحوي فقال: إن الذي ذهبوا إليه في معنى هذا القول شيء كانت نساء العرب تزعم أنه رقية النملة، وهو من الخرافات التي كان ينهى عنها. فكيف يأمر بتعليمها إياها؟.

وإنما عنى برقية النملة قولا كن يسمينها رقية النملة، وهو قولهن: العروس تنتعل وتختضب وتكتحل، وكل شيء تفعل غير أنها لا تعصي الرجل.

فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة، والتعريض بتأديبها حيث أشاعت السر الذي استودعه إياها، على ما شهد به التنزيل. وذلك قوله سبحانه: {وإذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} الآية. وعلى هذا المعنى نقله الحافظ أبو موسى عنه في كتابه. قال: فإن يكن الرجل متحققاً بهذا عارفاً به من طريق النقل، فالتأويل ما ذهب إليه.

((شف)): يمكن أنه صلى الله عليه وسلم أراد برقية النملة آخرها وهو قوله: ((غير أن لا تعصي الرجل)) إطلاقاً للكل وإرادة الجزء أي ألا تعلمين حفصة أن العروس لا تعصي الرجل، فإنها قد عصتني بإفشاء السر، ولو كانت تعلم رقية النملة لما عصتني.

<<  <  ج: ص:  >  >>