٤٥٦٢ - وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: رأي عامر بين ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة. قال: فلبط سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: يا رسول الله! هل لك في سهل بن حنيف؟ والله ما يرفع رأسه. فقال:((هل تتهمون له أحداً)). فقالوا: نتهم عامر بن ربيعة. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً، فتغلظ عليه، وقال:((علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت؟ اغتسل له)). فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح من الناس ليس له بأس. رواه في ((شرح السنة))، ورواه مالك. وفي روايته قالت:((إن العين حق. توضأ له)). [٤٥٦٢]
ــ
أقول: ويحتمل الحديث وجهين آخرين: أحدهما: التحضيض على تعليم الرقية وإنكار الكتابة، أي هلا علمتها ما ينفعها من الاجتناب عن عصيان الزوج، كما علمتها ما يضرها من الكتابة. وثانيهما: أن يتوجه الإنكار إلى الجملتين جميعاً. والمراد بالنملة المتعارف بينهم لأنها منافية لحال المتوكلين.
الحديث الثلاثون عن أبي أمامة: قوله: ((ولا جلد مخبأة)) المخبأة الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد؛ لأن صيانتها أبلغ ممن قد تزوجت. وهو معطوف على مقدر هو مفعول ((رأيت))، أي ما رأيت جلداً غير مخبأة كجلد رأيت اليوم ولا جلد مخبأة. فعلى هذا ((كاليوم)) صفة، وإذا قدر المعطوف عليه هو مؤخرا كان حالا.
((حس)): قوله: ((فلبط سهل)) أي صرع وسقط إلى الأرض، يقال: لبط بالأرض فهو ملبوط به. قوله:((ألا بركت)) هو للتحضيض، أي هلا دعوت له بالبركة. وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب؛ لأن الأصل أن يقال: علام تقتل؟، كأنه ما التفت إليه وعم الخطاب أولا، ثم رجع إليه تأنيباً وتوبيخاً.
قوله:((فراح من الناس)) هو كناية عن سرعة برئه. ((حس)): اختلفوا في غسل داخلة الإزار، فذهب بعضهم إلى المذاكير، وبعضهم إلى الأفخاذ والورك. قال أبو عبيدة: إنما أراد داخلة إزاره طرف إزاره الذي يلي جسده مما يلي جانب الأيمن فهو الذي يغسل. قال: ولا أعلمه إلا جاء مفسراً في بعض الحديث هكذا.
((مح)): وصف وضوء العائن عند العلماء أن يؤتى بقدح ماء، ولا يوضع القدح على الأرض