للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٧٨ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى ولا هامة ولا صفر)). فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال الإبل تكون في الرمل لكأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله: ((فمن أعدى الأول)) رواه البخاري.

٤٥٧٩ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر)) رواه مسلم.

ــ

تعتقد أن عظام الميت وقيل: روحه، تنقلب هامة تطير، وهذا تفسير أكثر العلماء وهو المشهور. ويجوز أن يكون المراد النوعين معا فإنهما باطلان.

قوله: ((ولا صفر)) قال أبو داود في سننه: قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا صفر)). قال: وسمعت من يقول: هو وجع يأخذ في البطن، يزعمون أنه يعدي. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرا عاما ويحرمونه عاما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا صفر)).

((مح)): قيل: كانت العرب تعتقد أن في البطن دابة تهيج عند الرجوع، وربما قتلت صاحبها، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب. وهذا التفسير هو الصحيح، وبه قال مطرف وابن وهب وأبو عبيد وغيرهم. وقد ذكره مسلم عن جابر بن عبد الله راوي الحديث فتعين اعتماده. قال الراغب: سمعت العرب بالصفر الذي هو [الخلوصية] الجوف من حيث إنه يتألم به الجوف. وذلك أن العرق الممتد من الكبد إلى المعدة إذا لم يجد غذاء امتص آخر المعدة، فاعتقدت جهلة العرب أن ذلك حية في البطن تعض [الشراسيف]، حتى نفي النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لا صفر)). وأنشد للأعشى:

لا يغمز الساق من [أبن] ولا تعب ولا يعض على شرسوفه الصفر

((فض)): ويحتمل أن يكون نفيا لما يتوهم أن شهر صفر تكثر فيه الدواهي والفتن.

الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: وقوله: ((في الرمل)) هو خبر كان و ((كأنها الظباء)) حال من الضمير المستتر في الخبر، وهو تتميم لمعنى النقاوة؛ وذلك لأنه إذا كان في الترب ربما يلصق به شيء منه وقوله: ((فمن أعدى الأول)) إنما أتى بـ ((من)) والظاهر أن يقال فما أعدى الأول ليجاب بقوله: الله تعالى. وذكر ((أعدى)) للمشاكلة والازدواج، كما في قوله: كما تدين تدان.

الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ولا نوء)) ((نه)): الأنواء منازل القمر وكانت العرب تزعم أن عند كل نوء مطرا وينسبونه إليه، فيقولون: مطرنا بنوء كذا. وإنما سمؤ نوء؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب فالطالع بالمشرق ينوء نوءا، أي ينهض ويطلع.

<<  <  ج: ص:  >  >>