للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٦ - وعن مالك بن أنس مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله)) رواه في ((الموطأ)) [١٨٦].

١٨٧ - وعن غضيف بن الحراث الثمالي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحدث قوم بدعة إلى رفع مثلها من السنة؛ فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة)) رواه أحمد [١٨٧].

ــ

الحديث الثالث عن مالك: قوله: ((تركت فيكم أمرين)) سيأتي شرحه مستقصى في باب مناقب أهل البيت إن شاء الله تعالى.

الحديث الرابع عن غضيف: قوله: ((مثلها)) جعل أحد الضدين مثل الآخر لشبه التناسب بين الضدين وإخطار كل منهما بالبال مع ذكر الآخر، وحدوثه عند ارتفاع الآخر، وعليه قوله تعالى: {جاء الحق وزهق الباطل}، فكما أن إحداث السنة يقتضي رفع البدعة، كذلك عكسه، ولذلك قال: ((فتمسك بسنة)) نزرة ((خير من إحداث بدعة مستحسنة))، كما إذا أحيي آداب الخلاء مثلاً على ما ورد في السنة، فهو خير من بناء رباط أو مدرسة، والسر فيه هو أن من راعي هذا الأدب فإنه يوفقه ويلطف به، حتى يترقى منه إلى ما هو أعلى منه، فلا يزال في الترقي والصعود إلى أن يبلغ مقام القرب، ومخدع الوصل كما قال: ((وما يزال عبدي يتقرب إلى النوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به)) الحديث. ومن تركه يؤديه ذلك إلى ترك الأفضل، حتى ينتقل إلى مقام الرين والطبع، فالفاء في ((فتمسك)) جزاء شرط محذوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>