١٨٨ - وعن حسان. قال: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة. رواه الدارمي [١٨٨].
١٨٩ - وعن إبراهيم بن ميسرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من وقر صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام)) رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) مرسلاً [١٨٩].
ــ
ويمكن أن يحمل هذا على باب قوله تعالى:((أي الفريقين خير مقاماً)) وقولهم: ((العسل أحلى من الخل، والصيف أحر من الشتاء)) يعني أن السنة في بابها أبلغ من البدعة في بابها، وذلك أن قوله صلى الله عليه وسلم:((خير الهدي هدي محمد)) المراد بالهدي الطريقة التي لا شر فيها، وخيرها سنة محمد، وقوله:((شر الأمور محدثاتها)) هذه الأمور لا خير فيها، وشرها البدعة، فيلزم من هذا أن يكون هدى محمد في بابه أبلغ من الشر في بابه، لأن الخير غالباً غالب على الشر وقامع له، كما قال الله تعالى:((جاء الحق وزهق الباطل)).
الحديث الخامس عن حسان: قوله: ((لا يعيدها إلى يوم القيامة)) وذلك أن السنة القديمة كانت متأصلة مستقرة مكانها، فلما أزيلت عن مقرها لم يمكن إعادتها كما كانت أبداً، فمثلها كمثل شجرة ضربت عروقها في تخوم الأرض، فلا يكون إعادتها بعد قلعها مثل ما كانت في أصلها، قال الله تعالى:((مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة)) الآية.
الحديث السادس عن إبراهيم: قوله: ((من وقر)) الوقار السكون والحلم، يقال: هو وقور ووقار، قال الله تعالى:((ما لكم لا ترجون لله وقاراً)). قوله:((على هدم الإسلام)) وذلك أن المبتدع مخالف للسنة ومائل عن الاستقامة، [ومن وقره حاول اعوجاج الاستقامة] لأن معاونة