٤٥٩٧ - وعن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث، فيقولون: يكوكب كذا وكذا)) رواه مسلم.
الفصل الثاني
٤٥٩٨ - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)) رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه. [٤٥٩٨]
ــ
وثانيهما: أنه من قال معتقدا بأنه من الله تعالى وبفضله، وأن النوء علامة له ومظنة لنزول الغيث فهذا لا يكفر؛ لأنه بقوله هذا كأنه قال: مطرنا في وقت كذا. والأظهر أنه مكروه كراهة تنزيه؛ لأنها كلمة موهمة مترددة بين الكفر والإيمان، فيساء الظن بصاحبها؛ ولأنها شعار الجاهلية. والقول الثاني: كفران لنعمة الله لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكوكب، ويؤيد هذا التأويل الرواية الأخرى:((أصبح من الناس شاكرا وكافرا)). وفي أخرى:((ما أنعمت على عبادي نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين)). وأما معنى النوء فقد سبق في الباب السابق في الحديث الرابع من الفصل الأول.
الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بكوكب)) متعلق بمحذوف يدل عليه قوله: ((ينزل الله الغيث)) أي ينزل الغيث بسبب كوكب شرطين وبطين مثلا؛ فإن كل منزل من منازل القمر مشتمل على كواكب شتى.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن ابن عباس: قوله: ((من اقتبس علما)) نكر ((علما)) للتقليل؛ ومن ثمة ضم الاقتباس؛ لأنه فيه معنى القلة. و ((من النجوم)) صفة ((علما)) وفيه مبالغة، وفاعل ((زاج)) الشعبة، ذكرها باعتبار السحر. ((وزاد ما زاد)) جملة مستأنفة على سبيل التقرير والتأكيد، أي يزيد السحر ما يزيد الاقتباس، فوضع الماضي موضع المضارع للتحقيق.
((حس)): المنهي من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع، وربما تقع في المستقبل من الزمان. مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح ومجيء المطر، ووقوع الثلج وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار ونحوها، ويزعمون أنهم يستدركون معرفتها بسير الكواكب