للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٩٩ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأته حائضا، أو أتى امرأته في دبرها؛ فقد برئ مما أنزل على محمد)) رواه أحمد، وأبو داود. [٤٥٩٩]

الفصل الثالث

٤٦٠٠ - عن أبي هريرة، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان،

ــ

واجتماعها وافتراقها. وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره، كما قال الله تعالى: {إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}

فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة، فإنه غير داخل فيما نهى عنه؛ قال تعالى: {وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ والْبَحْرِ}، وقال تعالى: {وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}. فأخبر الله تعالى أن النجوم طرق لمعرفة الأوقات والمسالك، ولولاها لم يهتد الناس إلى استقبال الكعبة. روى عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ((تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق ثم أمسكوا)).

الحديث الثاني عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((حائضا)) حال مستقلة، ولهذا جاز حذف التاء، ولو كانت صفة لكانت التاء لازمة.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((خضعانا)) ((نه)): الخضعان مصدر خضع يخضع خضوعا وخضعانا، وهو الانقياد والطاعة كالغفران والكفران، ويروى بالكسر كالوجدان. ويجوز أن يكون جمع خاضع.

أقول: قوله: ((خضعانا)) إذا كان جمعا كان حالا، وإذا كان مصدرا يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لما في ضرب الأجنحة من معنى الخضوع، أو مفعولا له؛ وذلك لأن الطائر إذا استشعر خوفا أرخى جناحيه مرتعدا. والضمير في ((كأنه)) راجع إلى قوله: ((لقوله)) و ((كأنه)) حال منه. ونحوه قوله صلى الله عليه وسلم في صفة الوحي النازل عليه ((أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو [أشده]

<<  <  ج: ص:  >  >>