الكبير. فسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا، بعضه فوق بعض)) ووصف سفيان بكفه فحرفها، وبدد بين أصابعه ((فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيا الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن. فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة. فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء)). رواه البخاري.
٤٦٠١ - وعن ابن عباس، قال: أخبرن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار: أنهم بيناهم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بنجم واستنار، فقال لهم
ــ
وقوله:((مسترقو السمع)) مبتدأ و ((هكذا)) خبره وهو إشارة إلى ما صنعه بالأصابع من التحريف والتبديد، وركوب بعضها على بعض.
وقوله:((بعضه فوق بعض)) توضيح أو بدل، وفيه معنى التشبيه أي: مسترقو السمع بعضهم راكب بعض مردفين، ركوب أصابعي هذه بعضها فوق بعض. وإفراد الضمير في بعضه والمرجوع إليه جمع لإرادة المذكور. وأنشد ابن جنى:
مثل الفراخ [نقفت] حواصله
وقال: أي حواصل المذكور. ومنه قوله تعالى:{وآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا} الضمير في ((منه)) جار مجرى اسم الإشارة. كأنه قيل: عن شيء من ذلك.
وقوله:((ووصف سفيان بكفه)) أي بين كيفية ركوب بعضها فوق بعض بأصابعه، كقوله تعالى:{وتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكَذِبَ}. وقولك:((وجهه يصف الجمال)). وقوله:((فيسمع)) عطف على قوله: ((ومسترقو السمع)) وكلام الراوي معترض بينهما.
والساحر المنجم كما جاء في الحديث:((والمنجم ساحر))؛ لأن الساحر لا يخبر [عن] الغيب. والشهاب يحتمل أن يكون منصوبا ومرفوعا يعني: الجني يسترق السمع قبل أن يلقيه إلى وليه أدرك الشهاب أو أدركه الشهاب. وقوله:((فيقال)) أي يقول من صدق الكاهن للذي لامه عليه أليس ...... إلى آخره.
الحديث الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((رمى بنجم)) هو جواب ((بينا)) ولم يؤت بـ ((إذا)) كما يستفصحه الأصمعي، وأنشد: