رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم؛ ومات رجل عظيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته؛ ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ما قال فيستخبر بعض أهل السماوات بعضا حتى يبلغ هذه السماء الدنيا، فيخطف الجن السمع، فيقذفون إلى أوليائهم، ويرمون، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون)) رواه مسلم.
٤٦٠٢ - وعن قتادة، قال: خلق الله تعالى هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها؛ فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ
ــ
وبينا نحن نرقبه أتانا معلق وفضة وزناد راعى
و ((هم جلوس)) مبتدأ وخبر لأن ((بينا)) و ((بينما)) يستدعيان بينهما جملة اسمية. و ((بينا)) مع الجواب خبر ((أن)). وقوله صلى الله عليه وسلم لهم:((ما كنتم تقولون)) ليس للاستعلام؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بذلك؛ ولذلك قالوا: الله ورسوله أعلم، بل لأن يحسوا عما كانوا يعتقدونه في الجاهلية، فيزيل عنهم ويقلعه عن سنخه.
قوله:((ويرمون)) معطوف على ((يقذفون)) فعلى هذا رميهم بالشهاب بعد إلقائهم الكلمة إلى أوليائهم، وهو إحدى الحالتين اللتين ذكرتا في الحديث السابق. وهي قوله:((وربما ألقاها قبل أن يدركه)). وقوله:((يقرفون فيه)) عداه بـ ((في)) على تضمين معنى الكذب.
قوله:((هذه السماء الدنيا)) فإن قلت: ((الدنيا)) صفة ((للسماء)) و ((السماء)) صفة لاسم الإشارة، فكيف يصح وصف الوصف؟. قلت: إنما لا يصح حيث كانت الصفة مفهوما لا ذاتا، وأوصاف أسماء الإشارة ذوات فيصح وصفها.
الحديث الثالث عن قتادة. قوله:((وأضاع نصيبه)) أي حفظه وهو الاشتغال بما يعنيه وينفعه في الدنيا والآخرة. وقوله:((ما لا علم له به)) ليس نفيا لما يتعاناه المنجم من الأحكام منه، وإثباتا لغيره بل نفيه بالكلية، ويؤيده ما يتبعه من قوله:((وما عجز عن علمه الأنبياء)) إلى آخره.