للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٦١١ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي)) متفق عليه.

٤٦١٢ - وعن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرؤية الصالحة من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأي أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأي ما يكره فيتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضره)) متفق علي.

٤٦١٣ - وعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأي أحدكم الرؤيا

ــ

الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله ((فسيراني في اليقظة)) ((مح)): فيه أقوال: أحدهما أن يراد به أهل عصره. ومعناه أن من رآه في النوم، ولم يكن هاجر، يوفقه الله للهجرة، ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عيانا. وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته. وثالثها: يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه، وحصول شفاعته ونحو ذلك.

الحديث السادس عن أبي قتادة رضي الله عنه: قوله: ((والحلم من الشيطان)) ((خط)): الحلم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن. وغلب الحلم على ما يراه من الشر والقبيح. ومنه قوله تعالى: {أضغاث أحلام} ويستعمل كل واحد منهما موضع الآخر، وتضم لام الحلم وتسكن.

((مح)): الله سبحانه وتعالى هو الخالق للرؤيا والحلم، لكن جعل الرؤيا والاعتقادات التي هي أعلام على ما يسر بغير حضرة الشيطان محبوبة، وجعل ما هو علامة على ما يضر بحضرة الشيطان مكروهة، فنسبت إلى الشيطان مجازاُ لحضوره عندها لا على أن الشيطان يفعل ما يشاء.

وقيل: إضافة الرؤيا المحبوبة إلى الله تعالى إضافة تشريف، وإضافة المكروهة إلى الشيطان، لأنه يرضاها ويسر بها. ومعنى ((لن تضره)) أنه تعالى جعل فعله من التعوذ والتفل وغيره سبباً لسلامته من مكروه يترتب عليها، كما جعل الصدقة وقاية للمال وسبباً لدفع البلاء.

وقوله: ((ولا يحدث بها أحداُ)) يشبه أنه ربما فسرها تفسيراً مكروهاً على ظاهر صورتها وكان ذلك محتملا، فوقعت كذلك بتقدير الله تعالى، وسيجيء تمام البحث فيه في الحديث الأول من الفصل الثاني.

الحديث السابع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((عن يساره)) ((مح)): الأمر بالتفل والبصق

<<  <  ج: ص:  >  >>