يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)) رواه مسلم.
٤٦١٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اقترب الزمان لم يكد يكذب رؤيا المؤمن، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وما كان من النبوة فإنه لا يكذب)). قال محمد بن سيرين: وأنا أقول: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله، فمن رأي شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم فليصل. قال: وكان يكره الغل في النوم، ويعجبهم القيد. ويقال: القيد ثبات في الدين. متفق عليه.
ــ
طرد للشيطان الذي حضر رؤياه المكروهة وتحقير له واستقذار لفعله. وخص به اليسار لأنها محل الأقذار والمكروهات ونحوهما.
الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((إذا اقترب الزمان)) ((فا)): فيه ثلاثة أقوال:
أحدهما: أراد آخر الزمان واقتراب الساعة؛ لأن الشيء إذا قل وتقاصر تقاربت أطرافه، ومنه قيل للقصير: متقارب. ويقولون: تقاربت إبل فلان إذا قلت، ويعضده قوله صلى الله عليه وسلم:((في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب)).
وثانيها: أراد استواء الليل والنهار؛ لزعم العابرين أن أصدق الأزمان لوقوع العبارة وقت انفتاق الأنوار. ووقت إدراك الثمار، وحينئذ يستوى الليل والنهار.
وثالثها: أنه من قوله صلى الله عليه وسلم: ((يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة)). قالوا: يريد به زمن خروج المهدي وبسطه العدل، وذلك زمان يستقصر لاستلذاذه، فيقارب أطرافه. انتهى كلامه. واختلف في خبر كاد المنفي، والأظهر أنه يكون أيضاً منفياً؛ لأن حرف النفي الداخل على كاد ينفي قرب حصوله، والنافي لقرب حصول الشيء أدل على نفيه نفسه، ويدل عليه قوله تعالى:{إذا أخرج يده لم يكد يراها}.
قوله:((الرؤيا ثلاث)) كذا في البخاري وشرحه للخطابي. وفي رواية مسلم وجامع الأصول ونسخ المصابيح:((ثلاثة)) بالتاء: ((حس)): فيه بيان أن ليس كل ما يراه المؤمن في منامه يكون