٤٦١٥ - قال البخاري: رواه قتادة ويونس وهشام وأبو هلال عن ابن سيرين عن أبي هريرة. وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في القيد.
وقال مسلم: لا أدرى هو في الحديث أم قاله ابن سيرين؟
وفي رواية نحوه، وأدرج في الحديث قوله:((وأكره الغل ...)) إلى تمام الكلام.
ــ
صحيحاً ويجوز تعبيره، إنما الصحيح منها ما كان من الله تعالى تأتيك به تلك الرؤيا من نسخة أم الكتاب، وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها. وهي على أنواع: قد يكون ذلك من فعل الشيطان يلعب بالإنسان أو يريه ما يحزنه، وله مكائد يحزن بها بني آدم كما أخبر الله تعالى عنه بقوله:{إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}. ومن لعب الشيطان به الاحتلام الذي يوجب الغسل، فلا يكون لاه تأويل. وقد يكون ذلك من حديث النفس كمن يكون في أمر أو حرفة، يرى نفسه في ذلك الأمر، والعاشق يرى معشوقه.
قوله:((قال: وكان يكره الغل)) يحتمل أن يكون مقولا لراوي ابن سيرين، فيكون اسم ((كان)) ضمير ((ابن سيرين))، وأن يكون مقولا لابن سيرين فاسمه ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم أو أبي هريرة. فقول مسلم:((لا أدرى هو في الحديث أو قال ابن سيرين))، معناه لا أدرى أن ((قال)) مقول لراوي ابن سيرين فيكون قولا لابن سيرين، أو يكون مقولا لابن سيرين فيكون من الحديث إما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أبي هريرة واختار يونس أن يكون مقولا لابن سيرين، واسم ((كان)) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله:((لا أحسبه)) أي قال يونس في شأن القيد: لا أحسبه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله:((وأنا أقول)) يشعر بالاختصاص ورفع التوهم، أن هذه الخلال الثلاث من متن الحديث الذي أدرج فيه هذه الخلال من غير فصل. قال في شرح السنة من رواية مسلم: ورواه قتادة أيضاً عن ابن سيرين، وأدرج الكل في الحديث، وقوله:((ويعجبهم)) كذا في البخاري بضمير الجميع، وهو ضمير المعبرين، كذا قوله: ويقال: القيد الخ من أقوال المعبرين.
((مح)): قال العلماء: إنما أحب القيد؛ لأنه في الرجلين، وهو كف من المعاصي والشرور، وأنواع الباطل. وأبغض الغل؛ لأن موضعه العنق وهو صفة أهل النار؛ قال تعالى:{إذا الأغلال في أعناقهم}. وأما أهل التعبير فقالوا: إذا رأي القيد في الرجلين وهو في مسجد أو مشهد خير أو على حالة حسنة، فهو دليل لثباته في ذلك. ولو رآه مريض أو مسجون أو مسافر