٤٦١٦ - وعن جابر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: رأيت في المنام كأن رأسي قطع. قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس)) رواه مسلم.
٤٦١٧ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع، فأوتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة/ وأن ديننا قد طاب)) رواه مسلم.
٤٦١٨ - وعن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، ذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة
ــ
أو مكروب كان دليلا على ثباته فيه. وإذا انضم معه الغل دل على زيادة ما هو فيه من المكروه. وأما إذا كانت اليدان مغلولتين في العنق فهو حسن، ودليل على فكهما من الشر، وقد يدل على البخل، وقد يدل على منع ما نواه من الأفعال.
الحديث التاسع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((كأن رأسي قطع)) ((مح)): يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم علم أن منامه هذا من الأضغاث بوحي، أو بدلالة دلته على ذلك، أو على أنه من المكروه الذي من [تحزين] الشيطان. وأما المعبرون فإنهم يؤولون قطع الرأس بمفارقة ما هو فيه من النعم، أو مفارقة قومه وزوال سلطانه، وتغيير حاله في جميع أموره، إلا أن يكون عبداً، فيدل على عتقه، أو مريضاً فعلى شفائه، أو مديونا فعلى قضاء دينه. ومن لم يحج فعلى أنه يحج، أو مغموماً فعلى فرجه، أو خائفاً فعلى أمنه.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((فيما يرى النائم)) أي في جمله ما يراه النائم الصالح الرؤيا. قوله:((ابن طاب)) ((مح)): هو رجل من أهل المدينة.
((مظ)): تأويله هكذا قانون في قياس التعبير على ما يرى في المنام بالأسماء الحسنة، كما أخذ العاقبة من لفظ عقبة، والرفعة من الرفع، وطيب الدين من طاب. ((مح)): ((وأن ديننا قد طاب)) أي كمل واستقرت أحكامه وتمهدت قواعده. ((غب)): العقب والعقبي يختصان بالثواب نحو: {هو خير ثواباً وغير عقباً}. والعاقبة إطلاقها يختص بالثواب نحو:{والعاقبة للمتقين}. وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأي}
الحديث الحادي عشر عن أبي موسى: قوله: ((فذهب وهلى)) ((نه)): وهل إلى الشيء- بالفتح – يهل- بالكسر- وهلا بالسكون إذا ذهب وهمه إليه. ((مح)): يثرب اسمها في الجاهلية