يثرب. ورأيت في رؤيأي هذه: أني هززت سيفاً فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد. ثم هزته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين)) متفق عليه.
٤٦١٩ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: ((بينا أنا نائم بخزائن الأرض، فوضع في كفي سواران من ذهب، فكبرا على، فأوحى إلى أن انفخهما، فنفختهما، فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما: صاحب صنعاء وصاحب اليمامة)) متفق عليه. وفي رواية:((يقال لأحدهما مسيلمة صاحب اليمامة، والعنسى صاحب صنعاء)) لم أجد هذه الرواية في ((الصحيحين))، وذكرها صاحب ((الجامع)) عن الترمذي. [٤٦١٩]
ــ
فسماها الله المدينة ورسول الله طيبة وطابة. وقد جاء في الحديث النهي عن تسميتها بيثرب لكراهة لفظ التثريب. وسماها في هذا الحديث به؟. فقيل: يحتمل أن هذا قبل النهى.
وقيل: إنه لبيان الجواز وأن النهي للتنزيه. وقيل: خوطب به من يعرفها؛ ولهذا جمع بينه وبين اسمها الشرعي.
وأما تفسيره صلى الله عليه وسلم السيف بما فسره؛ فلأن سيف الرجل أنصاره الذين يصول بهم، كما يصول بسيفه. وقد يفسر في غير هذا بالولد والعم والأخ أو الزوجة. وقد يدل على الولاة والوديعة، وعلى لسان الرجل وصحته. وقد يدل على سلطان جائر وكل ذلك بحسب القرائن. قوله:((فإذا هو)) أصله: فإذا تأويله ما أصيب بعض المؤمنين. فحذف المضاف الذي هو التأويل، وأقيم المضاف إليه مقامه، فانقلب الضمير المجرور مرفوعاً.
الحديث الثاني عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بخزائن الأرض)) ((مح)): أي ملكها وفتح بلادها وأخذ خزائن أموالها، وقد وقع ذلك كله ولله الحمد، قوله:((في كفي)) الظاهر على التثنية، يدل عليه الرواية الأخرى:((في يداي))، قال الشيخ محيى الدين:((يدي)) بتشديد الياء على التثنية.
قوله ((أن أنفخهما)) يجوز أن تكون ((أن)) مفسرة؛ لأن ((أوحى)) متضمن معنى القول. وعليه كلام القاضي، وأن تكون ناصبة والجار محذوف. و ((انفخهما)) بالخاء المعجمة. كذا صححه الشيخ محيى الدين. ((تو)): نبه بالنفخ على استحقار شأن الكذابين، وعلى أنهما يمحقان بأدني ما يصيبهما من بأس الله، حتى يصيرا كالشيء الذي ينفخ فيه فيطير في الهواء. قال: