٤٦٢٠ - وعن أم العلاء الأنصارية، قالت رأيت لعثمان بن مظعون في النوم عيناً تجرى، فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((ذلك عمله يجرى له)) رواه البخاري.
٤٦٢١ - وعن سمرة بن جندب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى أقبل علينا بوجهه، فقال:((من رأي منكم الليلة رؤيا)) قال: فإن رأي أحد قصها، فيقول ما شاء الله.
((حس)): من رأي عليه سوارين من ذهب، أصابه ضيق في ذات يده، فإن كان من فضة فهو خير من الذهب. وليس يصلح للرجال في المنام من الحلي شيء، إلا القلادة والتاج والعقد والقرط والخاتم. أما النساء فالحلي كله زينه لهن. والدراهم في الجملة خير من الدنانير.
((قض)): وجه تأويل السوارين بالكذابين المذكورين- والعلم عند الله تعالى- أن السوار يشبه قيد اليد، والقيد فيها يمنعها من البطش، ويكفها عن الاعتمال والتصرف على ما ينبغي، فيشابه من يقوم بمعارضته ويأخذ بيده فيصده عن أمره.
وصنعاء بلدة باليمن، صاحبها الأسود العنسى تنبأ بها في آخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقتله فيروز الديلمى في مرض وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فبلغه الخبر، فقال صلى الله عليه وسلم:((فاز فيروز)). واليمامة بلاد العرب كان اسمها جوا، وكانت فيها امرأة يقال لها: اليمامة. وكانت مشهورة بأنها تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام بحيث ضرب بها المثل، فقيل: أبصر من اليمامة، فأضيف إليها.
وقيل: جوا اليمامة، فلما كثرت تلك الإضافة تركت وسميت باسمها. وصاحبها مسيلمة، قتله الوحشي قاتل حمزة رضي الله عنه في خلافة الصديق رضي الله عنه.
الحديث الثالث عشر عن أم العلاء: قوله: ((عمله يجرى له)) رأت هذه الرؤيا بعد وفاته؛ وذلك أنها روت أن المهاجرين قدموا المدينة، فنزل عثمان بن مظعون في سكنى لنا، فمرض وتوفي، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي أن قد أكرمك الله. فقال صلى الله عليه وسلم:((ما يدريك بإكرامه؟ فإني والله ما أدرى وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم)). قالت:((ثم رأيت لعثمان بعد في المنام عينا)) الحديث. وإنما كان الماء معبرا بالعمل وجريانه بجريانه؛ لأن العمل مسبب عن العلم. وإنما قلنا بعد الوفاة؛ لأن كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة الحديث.
الحديث الرابع عشر عن سمرة: قوله: ((لكني رأيت)) فإن قلت: ما معنى الاستدراك؟ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم أن يرى أحدهم رؤيا يقصها، فلما سألهم ولم يحصل منهم، قال: أنتم ما رأيتم ما يهمني لكني رأيته. قوله:((كلوب)) هو بالتشديد حديدة معوجة الرأس، تتعلق بالشيء مع شدة فتجذب به. والشدق جانب الفم.