صلى الله عليه وسلم:((أريته في المنام وعليه ثياب بيض، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك)). رواه أحمد، والترمذي. [٤٦٢٣]
٤٦٢٤ - وعن ابن خزيمة بن ثابت، عن عمه أبي خزيمة رضي الله عنهم، أنه رأي فيما يرى النائم، أنه سجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فاضطجع له وقال:((صدق رؤياك)) فسجد على جبهته. رواه في ((شرح السنة)). [٤٦٢٤]
وسنذكر حديث أبي بكرة: كأن ميزاناً نزل من السماء. في باب:((مناقب أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما)).
الفصل الثالث
٤٦٢٥ - عن سمرة بن جندب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول
ــ
الاستدراك؟ قلت: أدخلت خديجة كلامها بين سؤال السائل وجوابه صلى الله عليه وسلم؛ استشعاراً منها بأنه صلى الله عليه وسلم يجيب بما تكرهه، واستذكاراً لما عرف صلى الله عليه وسلم من حالة ورقة؛ لأن ورقة كان ابن عمها، يعني إن لم يدرك زمان دعوتك ليصدقك ويأتي بالأعمال على موجب شريعتك، لكن صدقك قبل مبعثك.
الحديث الثالث عن ابن خزيمة: قوله: ((صدق رؤياك)) ((غب)): وقد يستعمل الصدق في كل ما يحقق ويحصل في الاعتقاد نحو صدق ظني. وفي أفعال الجوارح يقال: صدق في القتال، إذا أوفي حقه وفعل على ما يجب وكما يجب، وقوله تعالى:{لقد صدق الله رسول الرؤيا بالحق}، هذا صدق بالفعل وهو التحقيق أي حقق رؤيته. ((مظ)): هذا تصريح بأن من رأي رؤيا يستحب أن يعمل بها في اليقظة إن كانت تلك الرؤيا شيئاً فيه طاعة، مثل أن يرى أحد أن يصلي أو يصوم أو يتصدق بشيء من ماله أو يزور صالحاً وما أشبه ذلك.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن سمرة: قوله: ((مما يكثر)) خبر ((كان))، و ((ما)) موصولة، و ((يكثر)) صلة، والضمير الراجع إلى ((ما)) فاعل ((يقول))، و ((أن يقول)) فاعل ((يكثر)) و ((هل رأي أحد منكم)) هو المقول، أي رسول الله صلى الله عليه وسلم كائناً من زمرة الذين كثر منهم هذا القول، فوضح ((ما)) موضع ((من)) تعظيما وتفخيما لجانبه صلى الله عليه وسلم؛ كقوله تعالى:{والسماء وما بناها} و ((سبحان ما سخركن