للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مولود مات على الفطرة)). قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأولاد المشركين. وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح؛ فإنهم قوم قد خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً، تجاوز الله عنهم)) رواه البخاري.

٤٦٢٦ - وعن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أفرى الفري أن يرى الرجل عينيه ما لم تريا)). رواه البخارى

ــ

بأولاد المسلمين في حكم الآخرة، وأن كان قد حكم لهم بحكم آبائهم في الدنيا؛ وذلك أنه سئل عن درارى المشركين فقال: ((هم من آبائهم)) وللناس في أطفال المشركين اختلاف، وعامة أهل السنة على أن حكمهم حكم آبائهم في الكفر. وقد ذهب طائفة منهم إلى أنهم في الآخرة من أهل الجنة. وقد روى غيه آثار عن نفر من الصحابة. واحتجوا لهذه المقالة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة) وبقول الله عز وجل: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} وبقوله: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون}؛ لأن اسم الولدان مشتق من الولادة ولا ولادة في الجنة، وكانوا هم الذين نالتهم الولادة في الدنيا. وروى عن بعضهم أنهم كانوا سبيا وخدما للمسلمين في الدنيا، فهم خدم لهم في الجنة.

أقول: أما الدليل الأول فلا يدل على مطلوبهم لما ذكرنا. والثاني معارض بقوله تعالى: {لا يسئل عما يفعل وهم يسألون}. والثالث أنه استعارة أي هم كالولدان في الدنيا بيانا لشأنهم ووصفهم. نحوه قوله تعالى: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل} وقد استقصينا القول فيه في باب القدر، وأنه تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو أعلم بالصواب.

الحديث الثاني عن ابن عمر: قوله: ((من أفر الفرى)) ((نه)): الفرى جمع فرية وهي الكذب،

<<  <  ج: ص:  >  >>