٤٧٨٦ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل)).متفق عليه.
٤٧٨٧ - وعن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: ((هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء)) قلت: نعم. قال:((هيه)) فأنشدته بيتا. فقال:((هيه)) ثم أنشدته بيتا فقال: ((هيه)) حتى أنشدته مائة بيت. رواه مسلم.
ــ
تابعا للفظ، وأما إذا كان بالعكس، وكلام الله تعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم مصبوب في هذا القالب، فيرفع الكلام إلى الدرجة القصوى؛ قال تعالى:} وجئتك من سبأ بنبأ يقين {.
الكشاف: هذا من جنس الكلام الذي سماه المحدثون البديع، وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ بشرط أن يجيء مطبوعا، أو يصبغه عالم بجوهر الكلام، يحفظ معه صحة المعنى وسداده.
ولقد جاء هاهنا زائدا على الصحة فحسن وبدع لفظا ومعنى، ألا ترى أنه لو وضع مكان ((بنبأ)) ((بخبر)) لكان المعنى صحيحا، وهو كما جاء أصح؛ لما في ((النبأ)) الزيادة التي يطابقها وصف الحال.
وقال أبو الحسن الهروي صاحب دلائل النبوة: اعلم أن التلاؤم يكون بتلاؤم الحروف وتلاؤم الحركات والسكنات وبتلاؤم المعنى، فإذا اجتمعت هذه الوجوه، خرج الكلام في غاية العذوبة، وفي حصول بعضها دون بعض انحطاط درجة العذوبة عن الغاية، وسائر أقسام الفصاحة مع عدم التلاؤم يعد تكلفا، وكلما ظهرت الصنعة أكثر كان الكلام أقرب إلى التعسف، وإذا حصل التلاؤم عظم معه يسر الصنعة وشرف تأليف الكلام ووضعه.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((كلمة)) ((مح)):هي قطعة من الكلام، والمراد بـ ((الباطل)) الفاني المضمحل، وفي الحديث منقبة للبيد وهو صحابي، انتهى كلامه. وإنما كان أصدق؛ لأنه موافق لأصدق الكلام، وهو قوله تعالى:} كل من عليها فان {.
الحديث الخامس عن عمرو: قوله ((هيه)) ((نه)) هو بمعنى إيه، فأبدل من الهمزة هاء، وإيه اسم سمى به الفعل والفاعل ومعناه الأمر، تقول للرجل:((إيه)) بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن نونته استزدته من حديث ما غير معهود؛ لأن التنوين للتنكير. ((تو)):قال ابن السكيت: فإن وصلت نونت، قلت: إيه حديثا. وقول ذي الرمة: