٤٧٨٩ - وعن البراء، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت: ((أهج المشركين، فإن جبريل معك)) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: ((أجب عني، اللهم أيده بروح القدس)).متفق عليه.
٤٧٩٠ - وعن عائشة ((رضي الله عنها)) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أهجوا قريشا؛ فإنه أشد عليهم من رشق النبل)) رواه مسلم.
٤٧٩١ - وعنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: ((إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله)).وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هجاهم حسان فشفي واشتفي)).رواه مسلم.
ــ
الباء و ((أنا ابن عبد المطلب)) بالخفض. وكذا قوله:((دميت)) من غير مد؛ حرصا منه على أنه يغير الرواية فيستغني عن الاعتذار. وإنما الرواية بإسكان الباء والمد.
الحديث السابع إلى التاسع عن عائشة رضي الله عنها: قوله ((من رشق النبل)) ((مح)):الرشق بفتح الراء الرمي بالسهم، وبالكسر النبل التي ترمي دفعة واحدة. وفيه جواز هجو الكفار وأذاهم ما لم يكن لهم أمان؛ لأن الله تعالى قد أمر بالجهاد فيهم والإغلاظ عليهم؛ لأن في الإغلاظ بيانا لنقصهم والانتصار منهم لهجائهم المسلمين. ولا يجوز ابتداء؛ لقوله تعالى:} ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم {.
قوله:((إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت)) وذلك لأن أخذه في الهجو والطعن في المشركين وأنسابهم مظنة الفحش من الكلام وبذاءة اللسان، ويؤدي ذلك إلى أن يتكلم بما يكون عليه لا له، فيحتاج إلى التأييد من الله تعالى بأن يقدسه من ذلك بروح القدس وهو جبريل.
((تو)):المعنى أن شعرك هذا الذي تنافح به عن الله وعن رسوله يلهمك الملك سبيله، بخلاف ما يتقوله الشعراء، إذا اتبعوا الهوى وهاموا في كل واد؛ فإن مادة قولهم من إلقاء الشيطان لهم.
((نه)):قوله: ((نافحت)) أي دافعت، والمنافحة المدافعة والمضاربة، ونفحت الرجل بالسيف تناولته به. ويريد بمنافحته هجاء المشركين ومحاربتهم ومجازاتهم على أشعارهم. قوله:((فشفي واشتفي)) ((تو)):يحتمل أنه أراد بالكلمتين التأكيد، أي شفي من الغيظ بما أمكنه، ويحتمل أنه أراد شفي غيره واشتفي نفسه.